الحركة عند فلاسفة المشرق العربي الفارابي انموذجاً

الملخص

الطبيعة مبدأ اول بالذات بحركة ما هو فيه بالذات وسكونه بالذات وبالجملة لكل تغير وثبات ذاتي والقوم الذين جعلوا فيه هذا الحد زيادة اذ قالوا انها قوة سارية في الاجسام هي مبدأ كذا وكذا فقط سهوا و أخطأوا لان حد القوة المستعملة في هذا الموضع انما هو مبدأ تغير في غير المتغير فكأنهم قالوا ان الطبيعة هي مبدأ تغير هو مبدأ تغيره وهذا هذيان وقد يقال الطبيعة للعنصر وللصورة الذاتية والملكية وللحركة التي من غير الطبيعة يتشابه الاسم والاطباء يستعملون اسم الطبيعة على المزاج وعلى الحرارة الغريزية وعلى هيئات الاعضاء وعلى الحركات وعلى النفس النباتية والحركة التي هي احد لواحق العلم الطبيعي , كمال اول لما بالقوة من جهة ما هو بالقوة وان شئت قلت هو خروج من القوة الى الفعل لا في آن واحد واما حركة الكل فهي حركة الجرم الاقصى على الوسط مشتملة على جميع الحركات التي على الوسط واسرع منها . ونرى بان العلم الطبيعي ولواحقه يحتل مكانا رئيسي في مذهب الفارابي وان كان ياتي في المرتبة الدنيا في تقسيم العلوم عنده حيث اعتبره مرحلة للوصول الى معرفة الفلسفة الاولى. والعلم الطبيعي عنده له موضوع يشمل جميع الطبيعيات ونسبته الى ما تحته نسبة العلوم الكلية الى العلوم الجزئية وذلك الموضوع هو الجسم بما هو متحرك وساكن والمتحرك فيه وعنه هو الاعراض اللاحقة من حيث هو كذلك لا من حيث هو جسم فلكي او عنصري مخصوص . وهكذا فان دراسة الفارابي لمبادئ الموجودات الطبيعية وعللها ولواحقها انما كان الهدف منه تطبيق تلك الاسس العامة التي توصل اليها على كل الموجودات .