الصورة الدينية المذهبية في رحلة ناصر خسرو الفارسي وابن جبير العربي

الملخص

هذا البحث يعالج "الأبعاد الدينية المذهبية في رحلة ناصر خسرو" و "ابن جبير"، حيث استهدف أدب الرحلة كجنس أدبي قائم بذاته له مميزاته وخصائصه الفنية والفكرية، إذ يحاول إبراز بواعث الرحلات، والتركيز على تجليات الأبعاد الدينية في الرحلة، من خلال الوقوف على بعض المعالم والرموز الدينية ومختلف العادات والطقوس التي استرعت انتباه الرحالة في مختلف الأقطار التي زارها، بالإضافة إلى تسليط الضوء على البعد المذهبي، والإشارة إلى العادات كمظهر من المظاهر الاجتماعية التي تشكل صورة خاصة لكل مجتمع، خاصة في المناسبات الدينية . أن تجليات الصورة المذهبية وتشكلاتها في رحلة ناصر خسرو وابن جبير كثيرة، يحاول هذا البحث دراسة تلك التجليات من خلال الوقوف على ملامح الصورة المذهبية لكل رحالة في بلده وانتهاءً برحلته ،وما بها من إشارات جغرافية وسياسية واجتماعية واثار اقتصادية وحضارية وفق مشاهدات الكاتب خلال رحلته. فرحلة ناصر خسرو وابن جبير كانت بوازع ديني عقائدي ولذلك الصورة التي نتجت عن هاتين الرحلتين كانت صورة دينية في الاساس، وصولاً إلى صور اخرى؛ مما يتسنى لنا تكويين صورة كلية عن الصورة المذهبية لكل رحالة والصورة المذهبية للآخر . وتزاوج الدراسة بين الطبقات السردي والمنهج الفني ،ولكل موضوع اخر داخلها. فتتوقف مع طيران حكايته بما في ذلك تضمينه من الأحداث والمشاهدات، والرحلة کتاب له تسلسل سردي وخاصة المکان الامتدادي من نقطة الانطلاق الى الانتهاء ،و أيضًا التشطيبات الفنية والصور الفوتوغرافية للأنا والآخر المذهبي. ففي لرحلتين الوصف الدينية الطولي الذي يبدأ من نقطة المبدأ حتى يصلى الى نقطة النهاية او المقصد النهائي وهي بلاد الحجاز لأداء فريضة الحج في جهة، ومن ثم التعرف على تجليات المدن والامصار من جهة اخرى. ويستعين البحث بالمنهجين التاريخي والوصفي التحليلي لاستجلاء مختلف الظواهر الاجتماعية والدينية المذهبية التي تضمنتها الرحلة