نماذج من نساء شهيراتٌ في الأندلس في مجال العلوم
الكلمات المفتاحية:
النساء, الحضارة الاندلسية ,الشاعرات ,الحكيمات ,أديبات ,الطبيباتالملخص
أقام المسلمون في الأندلس حضارة عَظِيمَة، جَمعت بين التميز المادي الذي يُوفر للإنسان السعادة في الدنيا، وبين التميز الروحي الإيماني القيّم الذي ينسجم مع فِطرة الإنسان، وحاجته إلى علاقة حسنة بخالقه، وخالق الكون كله، ويضمن له السعادة الباقية في الحياة الآخرة.
ساهمت المرأة الأندلسية بنصيب وافر في العمل بكافة أشكاله وأنواعه من نشاط دعوي لخدمة الدين الإسلامي، إلى بناء المساجد ونشر التعليم ونسخ المصاحف الشريفة وغيرها من الكتب الدينية والعلمية والاهتمام بالمرضى ومساعدة الفقراء والأيتام، وكما وجهن نشاطهن الخيري داخل مجتمعهن الكبير، كذلك أيضاً كان اهتمامهن الأول داخل أسرهن ورعاية أبنائهن.
وقد شمل ذلك العمل نساء الخلفاء والجواري والعالمات و غيرهن و نتج عنه أن نبغ عدد كبير من النساء المهتمات بالعمل الخيري في بلاد الأندلس، مما كان له أثره الواضح في الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية و النهوض بالمجتمع وتطوره وخدمة الإنسانية وبناء الحضارة الإسلامية.
تعتبر أوقاف المرأة الأندلسية امتدادا للأوقاف التي كانت سائدة في بلدان الإسلام الأخرى، حيث كان لهذه الأوقاف الأثر الإيجابي في الحضارة الإسلامية؛ وتنمية المجتمع بتحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي بشتى صوره، فعملت على سد حاجات أفراده عن طريق الأوقاف، وقد تمثل اهتمام المرأة بالوقف الاجتماعي في رعاية ومساعدة المرضى والفقراء، والأيتام، والعجزة.
ساهمت المرأة في الأندلس بخدمات جليلة للعلم وطلابـه مـن خـلال وقـف المساجد والمصاحف والمدارس والمكتبات. وقد أدت المرأة الأندلسية دورها الاجتماعي باقتدار بحثاً عن الأجر والمثوبة، وسعياً للمشاركة المجتمعية الفعالة؛ حيث إن التجربة النسائية في تاريخ الوقف تستحق الدراسة لثرائها وأهميتها في شتى ميادين النهضة ونظراً لقلة الدراسات التاريخية الحديثة عن الدور الذي لعبته المرأة في الأندلس على صعيد الأوقاف، والمشاركة العلمية والاجتماعية وجدنا أن نسلط الضوء على هذا الجانب لنفرد هذا البحث عن "أوقاف المرأة المسلمة في الأندلس وأثرها الحضاري في العصر الأموي (138-422هـ)".