فلسفة حرب المخدرات الأمريكية في دول أمريكا اللاتينية خلال عهد الرئيس رونالد ريغان 1981-1989

الملخص

      جرمت الولايات المتحدة الأمريكية المخدرات منذ عام 1914 ثم تطور الحدث إلى اعلان الرئيس نيكسون الحرب على المخدرات بعد ان عدها تهدد للمجتمع الأمريكي, وتعمل على تعزيز الجريمة , إلا ان ادارة ريغان اتخذت مسارا ً مختلف تماماً عن اسلافه, بعد ان  وصفها تشكل تهديداً للأمن القومي الأمريكي  وتتبناها الدول الشيوعية, فكانت أول خطوات نيكسون ربط الجرائم المنظمة بالمخدرات واستهداف الامريكيين السود بوصفهم يمثلون خطرا ً المجتمع الأمريكي, فتم سجن عدد كبير من السود وهذا استهداف عرقي واضح, وعلى اثرها تم خصخصة السجون وتكليف الشركات الرأسمالية في بناء سجون اضافية لكثرة الاعداد الهائلة للسجناء, وحتى النساء السود تعرضن للسجن اكثر من النساء البيض, ولذلك كثرة المفاسد الاجتماعية وترك الاطفال في الشوارع بعد ان تعرضوا للاضطهاد العرقي, نقلت ادارة ريغان حرب المخدرات إلى بلدان أمريكا اللاتينية, مستهدفا ً البلدان ذات التوجهات الشيوعية, و كانت فرصة مناسبة لضرب النفوذ الماركسي في المنطقة , وابعاد الخطر الشيوعي وتهيئة الأرضية المناسبة للاستثمارات الرأسمالية الأمريكية, فلذلك كانت احد اهم نتائج حرب المخدرات الخفية نشر الرأسمالية الأمريكية في أمريكا اللاتينية واسقاط الأنظمة المعارضة للتوجهات الرأسمالية , وتمكنت من تحرير اقتصاد المكسيك و خصخصة قطاعات مهمة في المكسيك وكولومبيا و بيرو وطبقت اللبرالية الأمريكية الجديدة , وعلى المستوى السياسي وظفت الادارة الأمريكية تجار المخدرات في الجانب الساسي للتجسس على الدول الشيوعية وتنفيذ عمليات سرية, وقدمت المساعدات اللوجستية والعسكرية للمعارضين للأنظمة الشيوعية  مادام الهدف المشترك محاربة الشيوعية العالمية.