المواجهات العسكرية البحرية بين الولايات المتحدة الامريكية واليابان في المحيط الهادي كانون الثاني – اذار 1943

الملخص

يعد عام 1943 من الأعوام المهمة في تأريخ الحرب العالمية الثانية ولاسيما على جبهة المحيط الهادي، اذ أدت البحرية الامريكية دوراً حاسماً في حسم المعارك، من خلال تطبيقها استراتيجية عسكرية فريدة من نوعها تمثلت باستراتيجية التنقل بين الجزر، ومحاصرة البحرية اليابانية ومنعها من التوغل في المحيط الهادي وجنوب شرق اسيا، من خلال السيطرة على الجزر التي لها أهمية استراتيجية، وبناء قواعد متقدمة للبحرية الامريكية في هذه الجزر لإدارة حرب المحيط الهادي، وكانت الغاية منها هي تجاوز جزر التي سيطرت عليها البحرية اليابانية شديدة التحصين بدلاً من محاولة الاستيلاء على كل جزيرة بالتسلسل، والسبب في ذلك هو أن هذه الجزر يمكن ببساطة عزلها عن سلاسل إمداداتها وللإرباك البحرية اليابانية من خلال الهجوم على اكثر من جزيرة وتشتيت قواتها، مما يؤدي إلى استسلامها في نهاية المطاف بدلاً من الحاجة إلى أن تطغى عليها قوة متفوقة، وبالتالي تسريع التقدم وتقليل الخسائر في القوات والعتاد، والاستراتيجية الأخرى التي طبقتها البحرية الامريكية هي عملية عجلة العربة، والتي كان الغرض منها تحييد القاعدة اليابانية المهمة في رابول، وقد وجه هذه العملية القائد الأعلى للحلفاء في منطقة جنوب غرب المحيط الهادي الجنرال دوغلاس ماك آرثر، والذي تقدمت قواته على طول الساحل الشمالي الشرقي لغينيا الجديدة للسيطرة على الممرات الرئيسة واحتلت الجزر المجاورة بقيادة الأدميرال ويليام هالسي، فتقدمت قوات الحلفاء بقيادة البحرية الامريكية من منطقة جنوب المحيط الهادي عبر جزر سليمان باتجاه بوغانفيل، لإتمام عملية محاصرة الجزر اليابانية تمهيداً لاجتياحها عسكرياً والعمل على إخراجها من الحرب، وتدمير البحرية اليابانية وقوتها العسكرية واجبارها على الاستسلام لضمان أمن وسلامة الحدود والمصالح الحيوية للولايات المتحدة في منطقة جنوب شرق اسيا والمحيط الهادي.