سمات ودلالات الكرم في أشعار الفرزدق
الكلمات المفتاحية:
الکرم، السمات، الدلالات، الفرزدق، الشِّعرالملخص
الکرمُ بتنوّع معانیه ومصادیقه المتعددة، صفة مُستحسنَة لدی العرب، فقد کانوا ولایزالون ییتباهون بها في أقوالهم وأفعالهم، وکانت الرکیزةَ الأهم لِعدِّ المفاخر وبیان المناقب للفرد أو لقومه أو للممدوحین، وقد ظهر ذلك جلیاً علی لسان معظم الشعراء في مختلف الأدوار الأدبیة. ولهذه الصفة المحبَبة حقولٌ دلالیةٌ لفظیة ومعنویة متنوعة، تظهر أحیاناً في بیان دواعي وحوافز الاستضافة لیلاً أو نهاراً، أو وقت هبوب الریاح الباردة شتاء، وأیضاً في حال إیقاد نار القری، واستبناح الکلاب لاستدعاء الضیف، الكرم في نحر النوق السمان، کذلك إطعام المحتاجین، وبذل المعروف، وأحیاناً تذکر للخصال الحمیدة کالغیرة والشجاعة والعفو، وحمایة الجار والدفاع عن العرض والشرف، وقد تمظهرت هذه الحقول الدلالیة لفظا ومعنیً و کنائیاً في أشعار الفرزدق وذلك لبیان محامد قومه وخصاله الفردیة، وبعض الأحیان نجدها في مهاجاته لجریر وقد تماهی الشاعر بصفة الکرم والشجاعة. حاولنا من خلال هذه الدراسة عن طریق الأسلوب الوصفي و التحلیلي ومن ثم التطبیقي، ونظراً للسؤال الأصلي للبحث وهو کیف تجلَّت سمات ودلالات الکرم في أشعار الفرزدق؟ أن نسلط الضوء علی أهّم مظاهر الکرم في أشعار الشاعر، کذلك حاولنا کشفَ النقاب عن حضور مادة الکرم ومشتقاتها، والترادف والتعبیر الکنائي لها، وأیضاً تبیین کیفیة تناول الشاعر لها، ومقدار احتفائه بها کمصدر فَخرٍ واعتزازٍ. ومن أهم النتائج التي وصل إلیها الباحث هي أن الکرم بمدلولاته المتعددة کان من أهم مفاخر الشاعر، وقد أخذ حیزاً واسعاً من أشعاره، حیث کان یتباهی به لنفسه ولقومه فخراً وکسباً للمحامد، وقد کان مصدرَ فخر لاعتزازه، وبعض الأحیان کان یوظفه للمهاجات في نقائضه. أیضاً ظهر من خلال البحث أن العلاقة الدلالیة بین المفردات أو العباررات في النصوص الشعریة حول الکرم لدی الشاعر کانت دلالات إیحائیة مشترکة ذات مصادیق متعددة.