العنف والارهاب "المفاهيم"

المؤلفون

  • أحمد جاسم ابراهيم مركز بابل للدراسات الحضارية والتاريخية/ جامعة بابل

الكلمات المفتاحية:

الحرب الاهلية،الانتقام،الاستبداد،الارهاب، الانتقام

الملخص

تتمتع الدراسات التي تتناول العنف والارهاب باهمية كبيرة في عالم اليوم، لما لها من تأثير في حياة الافراد والشعوب والدول، واضحت تلك الممارسات تهدد حياة الناس والمجتمعات، وتربك العلاقات الدولية ومستقبل التنمية والسلام والاستقرار، ويُعد تحديد المفاهيم في الدراسات الاجتماعية عموماً، في غاية الصعوبة لتداخل الظروف والأحوال والأزمنة التي عبرت عنها تلك المفاهيم. لذلك شكلت تلك المفاهيم تحدياً امام الباحث في مجمل الازمنة والافكار السياسية التي عالجتها.

     ان العنف والارهاب، مفردتان متداخلتان مع بعضهما، الى حد يجعل المساحة المشتركة بينهما،متداخلة الى حدامالخصوصية كل منهما، فالعنف يحتوي الارهاب، والارهاب صورة من صورالعنف، انهما مفهومان قديمان قدم البشرية، فلم يخل منها عصر ولا مكان، لكن ان نجعل منهما اساساً لحياة او فناء أمة او مجموعة من البشر، امر مثير للدهشة والاستغراب، لان البشرية خلقت لكي تتعايش وتتفاعل، واحياناً تتصارع، اماان يصبح وجود أية أمة او مجموعة مرهوناً بزوال ونهاية الاخرى، فهو تصور ينم عن حالة عدوانية ومتوحشة.

     فالعنف يحمل اوجه متعددة منها الارهاب، الاستبداد، الحرب، الاغتيال والاغتصاب والانتقام والثأر...، وبذلك فان مشاكل العنف، مثل الاعداد تبدو غير متناهية، فهو متجدد، تجدد الحياة، ويثير الانتباه بتكراره فهو وسيلة (شرعية) لمن يمارسه، بحجة افتراض سلامة اهدافه، مستنداً في ذلك الى الافكار والعقائد الدينية وغير الدينية، رغم ان الاديان اعمق اثراً من ان تحصر في معنى انساني معين، فهو رابطة روحية تجمع البشر، وتصل بين الشعوب والافراد، وتلبي حاجتهم الى التعاون، وتؤلف قلوبهم وتنظم سلوكهم.

     ان العنف يمكن ان يمثل التجلي الأكثر بروزاً للسلطة، لان كل قوى سياسية ممكن ان تتنافس وتتصارع من اجل السلطة، والعنف هو أقصى درجات الصراع، او هو وسيلة للسيطرة على الناس فقد أعطى الصراع من اجل السلطة والنفوذ والثروة مبرراً للعنف،والارهاب مفردة تختلط في اوسع معانيها بمفهوم العنف من جانب، بحقتقرير المصير من جانب اخر، ورغم عدم قدرة الفقه السياسي والقانوني، في تحديد الدلالة الوظيفية للمفهوم بحيث يمكن التفرقة بصورة قاطعة بين ذلك الذي ينطوي تحت أي من هذه المصطلحات الثلاثة. والارهاب يفترض استخدامه وسائل، هي في حد ذاتها، وسائل غير مشروعة، ان خوف الاشخاص او المجموعات، من تعرضها لحالات من العنف والارهاب من قبل السلطة او المعارضة الى جانب انعدام الثقة بالاخر، يخلق لديهم بعض الميول المدمرة للحفاظ على حرياتهم وعقائدهم و قوانينهم  واحيانا حياتهم. 

التنزيلات

منشور

2024-01-23