الدولة وظاهرة الالجاء في العصور الإسلامية الأولى
الكلمات المفتاحية:
الدولة - الأرض - الالجاء - العصور الإسلاميةالملخص
عاشت جموع الفلاحين في بلاد المعمورة التي فتحها المسلمون شرقاً وغرباً تحت وطأة الالجاء بعدما فرضت طبقة الحكام نمطية الاقطاع وحكمتها بقوة الدولة كنمطية اقتصادية حاكمة ، أضف إلى ذلك نوعية الضرائب والمكوس المفروضة وطرائق جباياتها التي أرهقت كاهل هؤلاء الفلاحين ، فولد ذلك فوضى في عملية اعادة توزيع فائض انتاج الأمة ، إذ اقتصر ريعها الأهم في النخبة دون المجموع ، مما ترك آثاره المادية الصعبة على أفراد الأمة ، وأضفت آلية التوزيع هذه – عطاء المفاضلة - إلى تنامي قوة الطبقة الحاكمة وتنامي قدراتها المالية حتى راحت بفضل عامل السيولة المكتنز لديها تزاحم الدولة في اقطاعاتها ، وصارت تقتطع ما يطيب لها ، ثم لتجبر كثير من صغار الملاكين إلى المضي قدماً في الالجاء للخلاص من الضرائب وعسف الولاة ، لاسيما في بلاد المشرق الاسلامي ، وبالأخص بلاد فارس ، ومما أدى في النهاية إلى زيادة الفقر في جيوش عامة الناس وخراب الأراضين ، ودمار الاقتصاد ، وقلة فيء المسلم ، بعدما شهدت هذه المجتمعات العربية التي عاشت في صحارى الجزيرة العربية في اول امرها تحولاً كبيراً في كينونيتها الطبقية ، ونمطية اقتصادها ، لما ظهر الإسلام وشاع في ربوعها ، إذ حاول النبي (r) ساعياً الى صهر مكونات تلك المجتمعات في أمة واحدة تحت مسمى " مجتمع الأخوة " لتغدو قاعدة التقوى والتضحية هي المعيار الفاصل بين أبناء ذلكم المجتمع ، لكن سرعان ما غدت هذه الامة متأثرة بالوراء التاريخي – تراث المجتمع القديم - وصارت حتمية الاقطاع ، واثارة المدمرة من سمات الحياة الاقتصادية فيها ، ومعبرة عن نظامها الاجتماعي الطبقي في مختلف العصور التي مرت بها الدولة .