تنظيم التونغاك الكوري النشأة –التكوين –الانتفاضة المسلحة )1860-1895(

الملخص

مثل التونغاك معتقدا مهماً في حياة الشعب الكوري لانه الوحيد الذي ولد من رحم المعاناة الكوريةعلى العكس من المعتقدات الاخرى الي كانت موجودة في كوريا فجميعها جاءت من الخارج ، وان بتحوله الى تنظيم يدافع عن مظلومية الفقراء اضافة ميزة اخرى له مكنته من ملامسة مشاعر الكورريين وقيادتهم نحو التطلع الى مستقبل افضل.

   عانى الشعب الكوري ايام حكم الملك كوه جونغ من اواخر القرن التاسع عشر من اضطهادات كبيرة جراء مافرض عليهم من ضرائب ،امتزجت المعاناة الكورية مع انتشار الروح القومية لديهم جراء استباحة بلادهم من قبل الغزاة اليابانيين وهو ما استغله مؤسس التونغاك لجذب الجماهير الى معتقده، وان سلسلة القيادة التي نظم بها التونغاك نفسه جعلت منه تنظيماً لاينتهي بموت قائده وهذا هو ماحصل بعد مقتل المؤسس الاول فانتقلت القيادة الى نائبه ومن ثم اصبح لكل مقاطعة قائداً للتنظيم.

      كان المجتمع الفلاحي مستعد للانتفاض ضد السلطات ، وبالفعل قام بعدة محاولات لكنها فشلت وهو الامر الذي استغله التونغاك وبدأ ينظم الانتفاضات التي اشترك فيها حتى من خارج التنظيم ونجح التونغاك في قيادة اول انتفاضة مسلحة في تاريخ كوريا عام 1894 ، وكانت سبباً للحرب الصينية اليابانية.

   حظيت انتفاضة التونغاك بتأييد واشتراك شعبي فعجزت السلطات الحاكمة من القضاء عليها الا بعد ان استعانت بالجيش الصيني والياباني ، فضلا عن ذلك قاتل التونغاك الغزاة اليابانيين فخرج بذلك التنظيم من طابعه العقائدي ليدخل في الطابع القومي والوطني وهو ما جعله راسخاً في اذهان الكوريين الذين شيدوا قبر مؤسسه ووضعه له تمثالا في العاصمة سيؤول.