الاتساق في المقامة الكوفية لبديع الزمان الهمذاني ( ت 398هـ )مقاربة لسانية نصية

المؤلفون

  • هبة عبد العزيز كوكش

الكلمات المفتاحية:

الاتساق - الاتساق النحويّ - الاتساق المعجميّ - المصاحبة اللغوية - المقامة

الملخص

        يعدُّ النص وحدة شاملة مكونة من عناصر مختلفة، بعضها يتعلق بالجانب النَّحوي (المستوى السطحي الأفقي)، وبعضها يتعلق بالجانب الدلاليّ (المستوى العميق الرأسي)، فالبنى السطحية تتكون من وحدات صغرى ترتبط فيما بينها بعلاقات نحوية تظهر في ضوء تتابع الكلمات والجمل، أمّا البنى العميقة فإنِّها تتكون من تصورات كلية ترتبط فيما بينها بعلاقات التماسك الدلالي المنطقي تعكسها الكلمات والجمل أيضًا إلّا أنَّها تعتمد على قدرة المتلقي في استخراج هذا التماسك ووصفه.

       أي أنّ النص وحدة كبرى تشمل العديد من الأجزاء المتراصة فيما بينها شريطة أن يكون هناك تماسك دلاليّ منطقي، لذا فإنَّ علم النص يُعنى بالمظاهر التي تتجاوز إطار الجملة إلى ما هو أبعد من ذلك،  بالنظر إلى الوحدة النصية الكبرى التي يتكون منها الخطاب.

       والاتساق ( Cohesion) من أهم المرتكزات التي تحدِّد التماسك بين العناصر الشكلية الفاعلة لاكتساب النص خاصيته النصية التي ينماز بها عما سواه من الملفوظات، حيث يستمد مكوناته التركيبية من مكونات الجملة لكي يتعداها لما هو أعمق وأوسع وأكبر، ويستمد كذلك من المعجم الدلالات المجردة لإعادة صقلها في منظومة نظام متكامل قائم على الاستمرارية، والسيرورة التركيبية والدلالية التي تعزِّز تماسك النص.

 

      يظهر دور الاتساق النصيِّ في تحقيق التماسك والترابط بين أجزاء النص المقامي، سواء أكان الاتساق بصورته النحوية السطحية التي تربط عناصر النص الشكلية المكونة للمقامة، أو بصورته المعجمية العميقة التي تستدعي تظافر الوحدات المعجمية لتحقيق البناء الدلالي الكلي لنص المقامة، ما يقود إلى ترابط والتحام هذه العناصر الشكلية والعميقة  كوحدة كلية كبرى.

      كما يوسّع الاتساق النصي من دائرة رؤيتنا للنص؛ وذلك من خلال النظر إليه كبنية واحدة ترتبط بموضوع التخاطب ومحور الخطاب، وتتيح المجال للمتلقي بتوظيف قدرته على التأويل وفهم الإحالات والسياقات والمرجعيات لتحقيق فهم للنص.

التنزيلات

منشور

2024-01-23