دلالات المكان في الرواية العبرية نماذج مختارة

المؤلفون

  • مجيد عبود رحيمه التخصص: الادب العبري الحديث جامعة بغداد / كلية اللغات / قسم اللغة العبرية

الكلمات المفتاحية:

الرواية، الدلالة،المكان،الحوارات

الملخص

      في هذا البحث سنحاول التعرف على  "دلالات المكان في الرواية العبرية". يُعد المكان من أهم عناصر الرواية ، حيث يقولون إنه مشهد أو مسرح أحداث الرواية، فإن الاحساس بالمكان هو احساس فطري كامن في النفس البشرية لا يمكن تجاهله أو تناسيه، مثلما لا يمكن أن نتناسى أو نتجاهل الزمان – اي زمن الطفولة . لهذا يحمل المكان الذي ولد به الانسان وعاش فيه لحظات الطفولة بُعداً إنسانياً عميقاً في نفسه ينعكس تلقائياً على نتاجاته الادبيه. فتارة نجد الاديب يصف المكان في روايتهِ وتارة اخرى في شعرهِ.

      وقد حفل قاموس الادباء منذ القدم بذكر المكان ومفرداته ودلالتها واكثروا من ترداد الارض والاماكن المحببة اليهم في رواياتهم لانها ترتبط بهمومهم الحسية وتثير اشواقهم وحنينهم الى اماكن سكناهم ولهوهم ومراتع صباهم وذكرياتهم فتنبعث مشاعر مختلفة تبعاً لارتباط الاديب بهذا المكان فتتنوع هذه المشاعر بين حب وشوق وحنين الى هذا المكان فتكون دلالته محبة وبين كاره  قال لهذا المكان: بدوافع عديدة فتكون دلالته غير محببة منفره.

      كان للدلالة المكانية اثرها الكبير في أبراز وجهة نظر المؤلف التي اراد اثباتها من خلال الرواية، وهو الدور الذي لعبه اليهود في كتاباتهم، لذلك اعتقد الباحثون ان حياة الروائي بؤرة نفسية يتلاقى فيها المكان والزمان معاً.  فالروية والمكان مرتبطان ببعضهما أشد ارتباط فهي تحتاج إليه لتؤسس من خلاله بناء عالمها ليكون مسرحا لأحداثها وشخصياتها, وبالمقابل لا يكتمل ظهور المكان إلا في الرواية التي تساعد على الكشف عن دلالاته ووظائفه  لذلك يمكن اعتبار المكان بمثابة مقدمة يمكن من خلالها النظر إلى عالم الرواية ، والوقوف على توجهاتها ومعانيها العميقة.

      وقد اقتضت طبيعة البحث الذي انصب على دراسة المكان في الروايات من الاعمال الادبية للكتاب اليهود العراقيين  لما له من اهميه في التأثير على اليهود ويعود الى امرين مهمين هو ان الروائيون اليهود ارادوا ان يتخذوا من المكان ملاذاً للحرية والذكريات . لذلك كان لزاماً عليهم العودة الى توظيف المكان في رواياتهم وقد نجحو بتوظيف ذلك المكان في توجهاتهم وخدمة لهدفهم. اما الامر الاخر يعود الى حرص الروائيون  على اختيار المكان لما يضيفه المكان من دلالات نفسية ومشاعر وانفعالات يظهر ذلك البعد في الرواية.

 

      فقد قام الباحث – بعد تتبع  الروايات واستقرائها – بدراسة تلك الروايات وتحليلها، وبيان ما انطوت عليه من قيم جمالية ، ومزايا فنية للاماكن العراقية لذلك نجد ان حضور المكان في العمل الروائي واضحاً في روايات الادباء العراقيين ولا يخفى على احد انه حقق اهدافاً واضحة وسار بخطى متتالية صوب اعطاء المتلقي صورة واضحة على احداث رواياتهم وايصال افكارهم.

      الهدف من هذا البحث هو الوقوف على تأثير ذاكرة المكان في نتاجات الادباء وكيف ضمنوا ذلك في نتاجاتهم خدمة لهدف سياسي واجتماعي. وقد توصل البحث الى نتيجة مهمة هي الخلفية الثقافية والتربوية للادباء الامر الذي يؤثر في نتاجاتهم واختيارهم للاماكن التي لها اثر كبير على القارئ لأن علاقة الاديب بالمكان علاقة جدلية تتكون من خلال عملية التأثير والتأثر بينهما.

     تحاول الدراسة الوصول الى نتائج مبنية على تحليل  احداث الرواية والحوارات التي تدور فيها  بما يؤيد ويثبت وجهة النظر انفة الذكر. وقد ختم البحث بخاتمة موجزة اشتملت على خلاصة مكثفة لهذا البحث واهم نتائجه.

التنزيلات

منشور

2024-01-23