الموقف الدولي من الانتفاضة الشعبانية في العراق عام 1991(الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وفرنسا انموذجاً)

الملخص

      أدركت الولايات المتحدة الامريكية في النصف الثاني من القرن الماضي أنها باتت مؤهلة للقيام بدور أكبر على الساحة الدولية ، مستندة في ذلك على بنائها الداخلي الثابت والمتطور سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، وكانت منطقة الشرق الاوسط واحدة من المناطق الاستراتيجية والمهمة في توجهات سياستها الخارجية ليكون لها دور اكبر في رسم احداث تلك المنطقة ، وظهر ذلك بصورة واضحة في الحرب العراقية – الايرانية والتي استمرت لثمان سنوات ، وبعد دخول الجيش العراقي الى دولة الكويت في الثاني من آب سنة 1990 ، اصبحت الولايات المتحدة الامريكية وبما تمتلك من قوة الدور الريادي والقيادي في اخراج تلك القوات من الاراضي الكويتية بما سمي آنذاك بحرب الخليج الثانية أو حسب المسميات الامريكية ب( عاصفة الصحراء) ، والتي كانت سبباً مباشراً في اندلاع الانتفاضة الشعبانية في آذار 1991 ، ومرة اخرى سجلت الادارة الامريكية مدى تحكمها بمقدرات الشعوب والتلاعب بها إذ كان موقفها من الانتفاضة الشعبانية ، موقفاً متذبذباً ، اذ قامت بتشجيعها في بداية الامر الا انها غيرت من موقفها هذا ، واعطت الضوء الاخضر لصدام حسين للقضاء على الانتفاضة ،اذ سمحت لطائرات الهليكوبتر بقصف المناطق ، اما بالنسبة الى موقف الحكومة البريطانية من الانتفاضة الشعبانية  فكان حيادياً ، بعدما اعلنت عن عدم التدخل في الشؤون الداخلية العراقية ومساندة اي من طرفي النزاع داخل العراق ،اما بالنسبة  لموقف الحكومة الفرنسية من  الانتفاضة الشعبانية فقد فقررت عدم التدخل في  الانتفاضة الشعبانية ،اذ رفض الدستور الفرنسي زج الجيش الفرنسي في الاحداث التي تجري في العراق .