تجليات الرواية النسوية العراقية بعد (2003م)
الكلمات المفتاحية:
الرواية النسوية العراقية , ما بعد 2003 م , التطور , الاستقلال الكتابيالملخص
لقد شاطرت الكتابة النسوية الرجل في موضوعات مختلفة, ولم تقف موقف المتفرج من التغيير الذي حدث في عام (2003م), بل أرادت المرأة الارتقاء بالقلم النسوي وخوض كافة الميادين التي كانت حكراً على الرجال , فكتبت بالموضوعات التي تلامس حياة الناس بشكل عام, وواكبة كل الأحداث والمتغيرات التي طرأت في العراق بكل تفاصيلها ومجرياتها , لا سيما بعد تحرر الكاتب من قيود السلطة الاستبدادية , التي طالما تعرض لها وهو يتعرض للمسائلة والتهديد لحياته تصل إلى حد النفي والأبعاد أحياناً عدة , مما جعل أكثر الأدباء سار في مسارين: منهم من أنطوى على ذاته وحجب قلمه عن الإبداع , ومنهم من باع ذلك القلم موظفاً فكره لمسايرة السلطة الديكتاتورية وخدمتها , مما جعل نتاجهم الأدبي ينجرف إلى المستوى المؤدلج الهابط .
وقد مرت الرواية النسوية العراقية في رحلتها بتنقلات عدة , تتدرج ما بين مرحلة الصمت خلال العشرينات والثلاثينات والأربعينات إلى المحاولات وربما الحضور الخجول والمتواضع خلال الخمسينات والستينيات , ومن ثمّ الحضور المميز لدرجة لا يمكنً معها تجاوزها في الأعوام التي تلتها, وهذا ما يمكن ملاحظته بشكل أكثر وضوحاً في الوقت الحاضر .
فما بعد عام ( 2003)م , والمسمى ب(عام التغيير أو عام السقوط ), وانفتاح الفضاء العام على مصرعيه في المجتمع العراقي , سادت حالة أشبه بالفوضى في كل مجالات الحياة , وعلى الرغم من سلبياتها إلا أنها اختلطت ما بين (العتمة والضوء الساطع) في الرؤيا والتمييز, بحكم المتغيرات الكثيرة التي أصابت البلاد , مرة من جهة الاحتلال وفلسفة الموت والصراع من أجل الحياة التي سادت مجتمعياً, وأخرى من جهة تمزق وحدة الصف وصراعات الهوية, فضلاً عن القضايا المختلفة المتعلقة بالمرأة .
وقد رافقت تلك الفترة من الناحية الأدبية سطوع نجم الرواية العراقية لا سيما النسوية منها , التي بدأت تزدهر كماً ونوعاً بشكل غير ملحوظ حتى أنها أصبحت أكثر جرأة وحضور في المشهد الروائي العربي بشكل عام والعراقي بشكل خاص , بوصف الروائية العراقية أجادت في اتقان مقومات الرواية الحديثة مثل , البداية المتنوعة المائلة إلى تقديم الحدث النهائي , وتهميش التسلسل السردي التقليدي , والنهايات المفتوحة , وغموض الشخصيات , والاستعانة بأسطرة النصوص ,وجعل الهامش مركز والمركز هامش , وتنوع الحدث , والميل إلى الأساليب والتقنيات الحديثة التي تبعث في القارئ روح الاحتراف والتجديد , مما فتح الجنس الروائي على مزيد من الانواع الجريئة المتعلقة بالمجتمع والمرأة بشكل خاص , لهذا جاء البحث بعنوان (الرواية النسوية العراقية بعد (2003م), ومن هنا ظهرت الأهمية في الوقوف على أهم المحاور التي برزت بها الكتابة الروائية النسوية.
أبدعت الروائية العراقية في توظيف نماذج وشخصيات روايتها بتقنية عالية بحيث جعلت أحداثها في تكنيك يقربها من الواقع المعيش , بحيث كشفت للقارئ تداعيات وأغراض ونوازع مختلفة للنفوس البشرية المختلطة التي دخلت لبلدنا العراق , كذلك سلطت الضوء على ما لحق بالفرد العراقي من ظلم وقتل كبيرين وخاصة النساء العراقيات بمختلف الطوائف بوصفهن الحلقة الأضعف في المجتمع المعنف , ناهيك عن الدور الريادي للمرأة في أسرتها كونها تحملت لب المعاناة , فهي الأم , والزوجة , والأخت , والحبيبة , وبذلك جاءت الروايات النسوية لإظهار صورة واقعية تعمد إلى الكشف عن ثقافة المجتمع المحتل , وثقافة الاحتلال نفسه وأعرافه وكيفية تعامله .