انحراف الحملة الصليبية الرابعة (1202- 1204) (الأسباب والنتائج)

الملخص

تتناول هذه الورقة البحثية جانب من جوانب الحملات الصليبية، -الحملة الصليبية الرابعة نموذجا (1202-1204)-، التي شكلت حالة استثنائية في العلاقة بين الشرق والغرب اللاتينيين، بسبب انحرافها عن هدفها الأصلي والمتمثل في احتلال مصر وكسر شوكة المسلمين ومن ثم التوجه الى بيت المقدس، غير أنّ ما حدث غير ذلك، بحيث تطرقنا بشيء من التفصيل إلى الأسباب الاقتصادية وركزنا على البندقية لعدة اعتبارات، ثم تطرقنا إلى الأسباب الدينية المتمثلة خصوصا في العلاقة المتوترة التي كانت بين الكنيسة الكاثوليكية الغربية والأرثوذوكسية الشرقية، وبعدها تناولنا في النقطة الثالثة الأسباب السياسية المتمثلة في الحقد الغربي على الإمبراطورية البيزنطية، وكانت بداية انحراف الحملة عن مسارها الأصلي والمخطط له قبل الانطلاقة باحتلال مدينة زارا، ومنها اتجهت الحملة صوب القسطنطينية واحتلتها، وقد ترتب على ذلك عدة نتائج سواء على العالم الغربي حيث كان هذا الانحراف واحتلال القسطنطينية حل توفيقي يرضي ولو مؤقتا كل الأطراف المشاركة في الحملة، أما العالم الإسلامي وخاصة مصر فقد نجت من الحملة التي لو وصلت إليها لا يمكن التكهن بالنتائج التي سوف تترتب على ذلك، وعلى الرغم مما قيل وكتب عن انحراف الحملة الصليبية الرابعة، لا تزال أسباب ذلك الانحراف إلى غاية اليوم محل اهتمام بالغ من طرف الباحثين.