الأداء الصوتي عند المرعشي (الساجقلي)

الملخص

لقد تناولت الاداء الصوتي عند المرعشي لما يتمتع به هذا العالم من ثقافة واسعة، وفهم عميق لحقيقة الصوت، فقد جاءت تحليلاته الصوتية متلائمة تمامًا مع ما توصل إليه العلماء في العصر الحديث. فعلى الرغم من اعتماده على الملاحظة الذاتية الا ان نتائجه جاءت مذهلة، فكان رائدًا في كثير من اموره، ومطورًا لكثير من مفاهيمه.

     ويُعدّ المرعشي فقيه حنفي من العلماء، مشارك في معارف عصره من أهل مرعش التـــي ينتســــب اليهــــا، وفيهــــا نشــــأ وتعلــــم العلــــوم فــــي المراحــل الاولى مــن حياتــه اثنــى علــى ســاجقلي زادة كــل مــن تــرجم لــه ، ممــا يــدل علــى المكانــة العلمية التي وصل اليها بفضل جده واجتهاده في طلب العلم وتحصيله. فقد قام برحلة دراسية التقى بها بالشيخ عبد الغني النابلسي في دمشق، وتصوف على يده, ثم عاد إلى مرعش فكانت له حلقة لتدريس الطلاب. واتســــمت حياته بكونهــــا حافلــــة بالتصـــنيف حتــى اواخــر حياتـــه، وما تركـــه مـــن مصــنفات تشــهد علــى نشــاطه وهمتــه العاليــة فــي هــــذا الميــــدان ، اذ صــــنف كثيــــرًا مــــن الكتــــب والرسائل.

    لقد سار المرعشي على منهجية علمية تعتمد على التجربة والاستقراء, وتوصل من خلالها الى حقائق جديدة في الدراسات الصوتية ,فأنه عرف حقيقة عملية النطق, وادرك العناصر الاساسية المكونة للأصوات اللغوية, كما أنه اكثر العلماء المتأخرين وضوحًا في تبيّن العلاقة بين النفس والصوت, من خلال توصله إلى ان الكلام يحدث مع النفس الذي هو ركن الصوت ,اي مع الزفير الخارج من الرئتين ,والعكس يقبح به الصوت .واكثر علماء عصره وضوحًا لتبيّن العلاقة بين الجهر والهمس والشدة والرخاوة.  كما أشار إلى قضية مهمة وهي قضية الزمن أي الزمن المستغرق لعمليتي الانحباس في الشديد والجريان في الرخو, فأن الشديدة آنية لا تحتاج وقت ,أما الرخوة فهي زمانية تحتاج وقتًا أكثر لجريانها , وهذا ما تنبه اليه المحدثين.