البناء الفني في رواية (سكان البيوت الاربعة) للكاتب (غانم عزيز العكيدي)
الكلمات المفتاحية:
العكيدي، الحوار، الوصف، الموصل، روايةالملخص
من المعروف أنّ أي دراسة منهجية إجتماعية للأدب تقتضي الإلمام والوقوف على طبيعة هذا الأدب وقوانينه مع الإحاطة بالواقع الإجتماعي الذي يؤطره، ولعلّ دراستنا للمظاهر الفنية للرواية تتجه بشكل أو بآخر نحو الأسلوب الفني الذي يُظهر ويُبرز العناصر التي تؤسس البنية الفنية للعمل الروائي بوصفها حالة من حالات السلوك في الواقع المعيش لذات فردية أو إجتماعية وفي موقفٍ معين.
وتُعد رواية (سكان البيوت الأربعة) للروائي الموصلي الكبير غانم عزيز العكيدي من الروايات الموصلية التي تزخر بالعديد من العناصر الفنية المترابطة ولاسيما (الوصف والحوار والشخصيات) وهذا ما شجعنا على جعلها ميداناً للبحث الدقيق والمؤنس.
لقد جعلَ الروائي من مدينة (الموصل) مكاناً لأحداث روايته وقدّم خلالها رسائل مبطنة تتناثر بين سطورها ويحتفظ هو (الراوي) بأسرارها ليخاطب من خلالها قارئاً ذكياً يسعى إلى معرفة خباياها، وفي الوقت نفسه لا يسعى الروائي أن تكون روايته ذات منحى تاريخي وتوثيقي نابع من معرفته العميقة بجغرافية الموصل إنطلاقاً من مركز المدينة مروراً بالقرى والمناطق المحيطة بها على حدٍ سواء، وإنما أرادها أن تكون صالحة لكل الأزمان ما دام الوطن واحد والهم الشعبي والوطني واحد, فقد كان للضروف الذاتية للكاتب دورها في ظهور الرواية بصورتها الناضجة التي تتعلق بطبيعة الأنتماء الاجتماعي والمستوى الثقافي له, مما دفع بالكاتب إسوة باقرانه من الروإيين الذين تجلت امامهم الرواية الجديدة المعاصرة للواقع المعيش بعد أستقرائهم له , مقرونه بإيحاءات ماضيهم الواعد بالأمل , للنظر الى حاضر الآنسان ومستقبله بروح من التفائل والثقة , ليصبح أدبهُ إنسانياً من خلال الكشف عن الظواهر السلبية والإيجابية وتحليلها أجتماعياً وجمالياً موافقاً بين أسلوبي الأدانه للسلبيات ومحاوله تقويمها, والتنويه بالأيجابيات والعمل على تعميقها , موظفين أدواتهم الفنية عبر أشكال جديدة توازن بين الحقائق الفنية بهذا النوع الأدبي , والحقائق الموضوعية التي تشكل مادته الفكرية وعالمه الآنساني عبر رؤى فنهِ متنوعة بالعمق والصدق والوضوح .