المعاشرة في ضوء الآیات و الروایات

الملخص

لاشك أن ضرورة تحقق فلسفة خلق عالم الاحتمال، أی العبادة ومعرفة أصل الكون، هي في ديمومة وبقاء الجنس البشري. من ناحية أخرى، نظراً لظهور الاختلافات بين البشر المتجذرة في الرغبات والميول الجسدية، يبدو من الضروري وضع خطة أساسیة للتعايش السلمي من أجل تحقق الإنسانية، یقع في ضوءها الهدف السامي للخلق.

إنَّ العلاقات الاجتماعية، فضلاً عن تأثيرها الهائل علی نفسية الشخص و مزاجه، کما أنّ لها تأثيرًا ملفتًا علی المجتمع. كلّما كانت شخصية المرء أقوى وأكثر استقراراً، زاد تأثيره علی المجتمع. يرتبط تقليل أو زيادة مجال تأثير أي شخص فی المجتمع ارتباطاً وثیقاً بخصائصه وصفاته.

 لقد أخذ الإسلام، باعتباره الأديان الأكثر اكتمالاً، في الاعتبار جميع جوانب الوجود البشري وقدّم أفضل البرامج والمبادئ في العلاقات الإنسانية. لذلك، الشخص الذي يبحث عن أفضل مبادئ التّواصل الاجتماعي مع الآخرين، فلأحری به هو مراجعة واستخدام هذا البرنامج الشامل لذلك. هناك عوامل شتّی تؤثّر في بلورة المعاشرة الحسنة التي تحقق السعادة في الحیاتین؛ منها تکریم شخصية الآخرین في القول والعمل،اهتمام بأمور الناس ومصاحبة الأخیار و...من النقاط الهامّة في الأخلاق الإسلامية، الشعور بالتعاون والتعامل، تقدیم الخدمة لأبناء البشر خاصة المؤمنین والصالحین؛ ومن أجل الحصول علی هذا الغرض، من الضروري أن تستنبط أسسها ومؤشراتها من الآیات الشریفة والروایات الإسلامية. فإن جزءًا من نصایح أولیاء الله ترتبط ارتباطاً وثیقاً بالآداب الاجتماعية والهدف الرئیسي في هذا المقال هو شرح هذه المبادئ والآداب. هذه الدراسة  تتجه نحو دراسة هذا الموضوع من خلال المنهج الوصفي- التحلیلي. وأيضًا، تم استعمال مصادر المكتبة القائمة على الآيات والروايات. هذه الدراسة، يتمّ فیها تقديم المحتويات في مبحثین ؛ يقدّم المبحث الأول مبادئ التنشئة الاجتماعية التي تشير إلى الآداب الاجتماعية بشكل عام، ويتناول المبحث الثاني بعض أوامر المعصومين في علاقاتهم مع الآخرين.