القرآنية في خطاب السيدة الزهراء (عليها السلام)

المؤلفون

  • ماجد مهدي ذياب الجامعة الاسلامية – فرع الديوانية

الكلمات المفتاحية:

الله , السيدة , فاطمة الزهراء , خطاب , القرآنية

الملخص

      لقد منّ الله تعالى على رسوله والمؤمنين والناس جميعاً أن جعل عترته الطاهرة عدل لكتاب الله ومتلازمين له حتى يرث الله الأرض ومن عليها ( إني تارك فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا ،كتاب الله عز وجل حبل ممدود، وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض) و (لن) في الموردين تفيد التأبد لعدم الإفتراق بين القرآن والعترة  وأبدية عدم الضلالة للمتمسك بهما .

      ولأن  الزهراء هي  قطب الرحى بين النبوة والعترة  ولأنها أم أبيها وبضعته وكوثره الذي أعطاه رب العزة رداً على شانئه. فقد حباهما الله بنعم انفردت بها دون خلقه فكانت مقدمة لما صارت إليه من قرآنية في كلامها وأفعالها ومنها حنان قلبين ليس لهما شبيه قلب النبي الذي جعله الله وعاء لأعظم كتاب (فأنه نزله على قلبك بأذن الله )  وقلب أم المؤمنين خديجة وإنها سمعت القرآن الكريم من النبي وسمعته من علي، وإنها صلت به ووعت أحكام فرائضه، وإنها  وعت كل ما وعته فتاة عربية اصيلة العرق والنسب وزادت عليه ما لا يعيه غيرها .

     ويمكن القول أن الزهراء  كان لها من النشأة  ما  لم يكن لسواها  فإنها نشأت في مهد الإيمان وإنها تعلمت في دار أبويها ما لم تتعلمه طفلة غيرها من آيات القرآن .

         فسمعت  وحي الله  وهو ينزل على أبيها ورأت كلماته ووعته ببصيرتها فخالط لحمها ودمها بل امتزجت آيات القرآن مع كل خلية منها ، فسمعت بآيات الله روحها ، فكان القرآن بلغته واسلوبه ومعانيه هو زادها الفكري . فكيف لا يظهر أثره في خطابها  ؟ لما فيه من إحقاق الحق ودحض الباطل ، وكشف الحقائق، فكان موضع  الزهراء ومقامها  كموضع النبي محمد  (r) من القرآن والعترة ولم تنحصر القرآنية في خطابها  بالإستشهاد بآيات القرآن بل شمل استعمال مقطع من آية ، أو كلمة منها أو توظيف معنى أو شخصية  فتلاقحت  أفكارها مع ألفاظه ومعانيه  فأنتجت  نسيجاً فكرياً متكاملاً كأن يد القدرة الإلهية هي التي أبدعته وصاغت ما فيه .

التنزيلات

منشور

2024-01-23