تَلَقِّي شِعْرِ الخَنْسَاءِ في النَّقْدِ العَرَبِيِّ الحَدِيث
الكلمات المفتاحية:
الخنساء ، تلقي الشعر ، النقد الأدبي الحديث، الأغراض ، الرثاء، الشكل والمضمونالملخص
صبت العديد من الدراسات النقدية العربية الحديثة جلّ اهتمامها في ظواهر وقضايا فنية ملفتة في أدبنا العربي القديم ، ولا سيما الجاهلي منها ايمانا منها بثراء نصوص تلك الحقبة الزمنية فنيا و مضمونيا ، ولما قرّ في ذلك الأدب من حمولات لغوية ودلالية وثقافية و أنماط و أنساق ، ولما تختزله كذلك من تراث وقيم وعادات مجتمعية وغير ذلك ، مما جعلها تتسم زيادة على فنيتها العالية بالمرونة والطواعية ، فغدت متونا صالحة لحراثة معاول النقد العربي الحديث.
وتمثل نصوص الخنساء الشعرية متوناً شعرية غنية أغرت العديد من النقاد و الباحثين والدارسين بدراستها من مناحٍ متعددة ،و بأدوات نقدية متنوعة ، فأنتجت لنا مكتبة نقدية عربية حديثة متخصصة بشعر الخنساء .
وهذا البحث يحاول الإحاطة قدر المستطاع بتلك الدراسات النقدية الحديثة التي تناولت شعر الخنساء بالدرس والتحليل والنقد، متبعين فيه منهجا وصفيا يعرض تلك الدراسات ومضمونها ومنهجها ويكشف عن حقل اشتغالها وأهم ما توصلت إليه من نتائج .
وقد قُسم البحث إلى مبحثين في ضوء المادة التي تجمعت لدي، إذ جعلت المبحث الاول للدراسات التي درست المضامين في شعر الخنساء وهي دراسات وأبحاث كثيرة، وجعلت المبحث الثاني للدراسات التي تناولت الخصائص الأسلوبية والفنية في شعر الخنساء، وقد توصل البحث إلى مجموعة من النتائج التي أوردتها في خاتمة البحث.
ولابّد من الاشارة الى أن منهجية البحث هذه ، أعني تقسيم البحث الى مبحثين يفرد أحدهما للمضامين بينما يخصص الآخر للدراسات الأسلوبية والبنائية والفنية إنما افترضته واستلزمته طبيعة تلك الدراسات التي توجهت نحو شعر الخنساء فهي انتهجت هذين النهجين وسلكت هذين المسلكين في دراسة وتحليل شعر الخنساء والكشف عن الظواهر والسمات الكامنة فيه ، وهذه الدراسة بعد ذلك جعلت همها في عرض ماهية تلك الدراسات النقدية العربية الحديثة وآليات إشتغالها وأهم ما توصلت إليه من نتائج من خلال أدواتها التحليلية والنقدية المتنوعة ، وتبيان مناحي الإلتقاء والافتراق بين الدراسات التي تنتمي الى المحور ذاته .وهي أي تلك الدراسات ميدان البحث أخضعت لمعيار الإنتقاء المعلل ، أي تم إختيارها وفقا لذيوعها وقدمها في مضمارها ووفقا لتوافر إمكانية الإطلاع عليها ودراستها . وهذا بدوره أقصى عدد من الدراسات التي لم يتوافر فيها هذه الاشتراطات .