اعتراضات ابن الفخَّار النحوية (ت754ه) في كتابه شرح الجمل (الحروف إنموذجاً)

الملخص

هذه دراسة في اعتراضات ابن الفخَّار النحوية في كتابه (شرح الجمل)، وقد اتخذنا الحروف نموذجا لهذه الدراسة. وقد درسنا الاعتراضات التي ساقها ابن الفخَّار بعرضها على أقوال العلماء، وبعد طرْح تلك الآراء النحوية؛ ينتخب الباحث المذهب الذي يرى أَنه أرجح اعتمادا على مجموعة من الأسس والقواعد النحوية التي يركن إليها النحويون ويتفقون عليها في أصول النحو العربي، والهدفُ من هذه الدراسة؛ هو الكشف عن أهم الاعتراضات التي توقَّد بها ذهنُ عالمٍ من علماء العربية أَلا وهو ابنُ الفخار في ردِّه بعضَ الآراء وتأييدِه آراءً أُخرى، مما يُبين مدى التجديد والاجتهاد عند هذا العالم، وعدم اكتفائه بنقل الآراء وتدوينها. وقد ضمَّت هذه الاعتراضات مختلف المذاهب النحوية والآراء الجماعية والفردية، ويكون بذلك قد أسهم هذا الحراك والتجاذب الدرسي في إضفاء صفة المرونة والحيوية في مجال البحث النحوي، وهذا يبرز اهمية وقيمة لغتنا العربية التي تحمل من أسرار القوة والجمال ما لا تحمله أيةُ لغةٍ أخرى، وخير دليلٍ على عظمة هذه اللغة وقدسيتها هو اختيارها من لدنه سبحانه لغةً لكتابه المجيد (القرآن الكريم )، كما أنها لغة الشعر الذي تغنَّى به آباؤنا والذي يعدُّ (ديوانًا للعرب)، ينقل مآثرهم ويصف أيامهم ، لقد حافظ النحو العربي على هذا الأرث العظيم الذي ما زال ليناً طرياً ناضجاً ينضح بالروعة والجمال . فالمسائل النحوية أخذت مذاهب شتى تتقابل وتتعارض، ونشأت مدارس نحوية عديدة أسهمت في اتساع هذا الإرث اللغوي وانتشاره وتثبيت قواعده، وقد أطلق على المسائل النحوية التي اتفق عليها معظم الجمهور أو شيوخ النحو بالاختيارات، وأما التي اختلفوا فيها فقد أطلق عليها بالاعتراضات، وسنأتي على بعض تلك النماذج النحوية ومن ثمَّ الأخذ بآراء أعظم علمائها، فالغرض من البحث هو الوقوف على الرأي النحوي الأسلم الذي يمكن أن تقوم عليه القاعدة النحوية .