مآثر الخاصة في العصر الاموي (دراسة في كتاب عيون الاخبار)
الكلمات المفتاحية:
باللغة العربية-خطب- مأثر- مواعظ- نصائح-حكمالملخص
احتلت الدولة الاموية (41-132ه/661-749م) مكانة مهمة في تاريخ الدولة العربية الإسلامية بعد جدولة الرسول محمد (صلة الله عليه وسلم) والخلافة الراشدة. وبالرغم من قصر فترة حكمها والتي لا تتجاوز المئة عام قياساً لطول الفترات حكم الدولة الأخرى كالدولة العباسية مثلاً الاّ انها كانت حقبة زمنية جرت فيها احداث كبيرة متعلقة بخاصيتها من الخلفاء والولاة غيرهم. ولأهمية هذه الفترة الزمنية من التاريخ تقدمت بهذه الدراسة والتي تهدف الى معرفة مأثر الخاصة من خلال كتاب عيون الاخبار للمؤرخ الكبير ابي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري المتوفي سنة (276ه/1325م).
والمقصود بالخاصة هم الخلفاء وولاتهم وولاة عهدهم وعمالهم وقادة جيوشهم واولادهم. والمأثر كل ماذكره هؤلاء من اقوال ومواعظ وحكم ووصاية ونصائح ومشورة ورائي.
وكما ذكر الدينوري فقد جاءت هذه المأثر في روايات عن طريق الخطب في المساجد او الحديث في المجالس الخاصة او العامة وكان القصد من كل هذا هو رغبة هؤلاء الخاصة في ارسال إشارات للأخرين الهدف منها هو تحقيق مايصبو اليه هؤلاء سوء في تنفيذ الاوامر والقرارات الرسمية للدولة او طلبات أخرى. وتباينت هذه الإشارات والمطالب بين مواضيع سياسية وإدارية واجتماعية وغير ذلك من الموضوعات.
ولعدم التمكن من تغطية الموضوع فيما يخص الخلفاء حيث يبلغ عددهم أربعة عشر خليفة وعدد كبير من الولاة والعمال وبقية الخاصة فقد ارتأيت التركيز على نموذج من الخلفاء والولاة. وفيما يخص الخلفاء فإن الخليفة عبد الملك بن مروان نصح أخيه عبد العزيز عندما ولاة على مصر قائلاً له عليك مراقبة كاتبك وحاجيك وجليسك فان الغائب يخبره عنك كاتبك والمتوسم يعرفك بحاجبك والداخل عليك يعرفك بجليسك.
ولم يكن نقل الوصايا او المشورى او الحكم عن طريق الحديث المباشر وانما تم ذلك عن طريق ارسال الرسائل وكما حصل مع الخليفة عمر بن عبد العزيز ارسل رسائل الى ولاته بوصيهم فيها على معاملة الناس بالحسنى وعدم استغلال المنصب في إيذاء الناس من خلال قوله إذا دعتك قدرتم على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك. اما الولاة فكان حالهم حال الخلفاء في قول النصح والحكم و الوصايا وغيرها من المأثر للأخرين سواء كانوا عام او خاصة وكما ورد عن الدينوري وصية والي المدينة عتبة بن ابي سفيان لمؤدب اولادهِ قوله لهُ ليكن احلامك نفسك فان عيونهم معقودة بعينيك فالحسن عنجدهم ما استحسنت والقبيح ما استقبحت وعلمهم سير الحكماء واخلاق الادباء وتهديجدهم بي وادبهم دوني وكن لهم كالطبيب الذي لايعمل بالدواء حتى يعرف الداء.
وانسحب هذا الحال على الولاة الامويين في ارسال الرساءلوكما فعل قتيبة بن مسلم الباهلي وارسل رسائل للخلفية الى الخليفة سليمان بن عبد الملك يعاتبه فيها بسبب رغبة الخليفة عزله عن خراسان وتعيين المهلب بن ابي سفرة مكانهُ وكان فحوى الرسائل هي تذكير قتيبة للخليفة بطاعته وطاعة والدهِ عبد الملك قبل ذلك وشك سليمان في ثقة قتيبة وعلى اثر ذلك قرر الخليفة الإبقاء في ولايتهِ.