دراما الطفل وأهميتها في بناء الشخصية

الملخص

إن نصوص دراما الطفل تسهم بشكل كبير في صقل شخصية الطفل واكتسابه المهارات التي تتضمنها بعض الاعمال الدرامية كالمسرحيات الموجهة إليهم فضلا" عن اكتسابهم للقيم والمضامين التربوية كالصدق والأمانة واحترام الآخرين , لأن محتوى الاعمال الدرامية الموجهة للأطفال تضع باهتماماتها الأولية البحث عن الجودة من أجل أن تتحقق الأهداف التي تسعى إليها العملية التربوية سواء داخل الاسرة أو المؤسسات التعلمية ذات العلاقة بتنشئة الطفل لذلك تسعى دراما الطفل إلى انجاز اعمال درامية تتناسب مع كل مرحلة من مراحل الطفولة وذات مضامين تربوية وفكرية وجمالية وسلوكية.

وهذا يعني أن الفن المسرحي الموجه للطفل يسير في تأكيد دوره التربوي والاجتماعي, إذ يساعد على تحقيق وحدة المعايير السلوكية للفرد, كونه يحمل خطابا" تربويا" وتثقيفيا" الهدف منه تزويد الأطفال بالقيم التربوية والاخلاقية والفنية والجمالية, وذلك من خلال استعمال اسلوب التلقي المناسب لهم, فالطفل يستطيع أن يتلقى الوسائل التعليمية كافة من خلال الخطاب الموجه له والذي يتنوع دائما"  بين التسلية والمرح وبين التربية والتعليم, وتحمل هذه النصوص في طياتها رسالة جمالية وفكرية وتعليمية, إذ ارتبط المسرح منذ نشأته بالهدف التربوي, فكان منبرا" وعضيا" تطرح من خلاله التجارب والدروس والعبر ويعمل على بناء الشخصية اخلاقيا" وتربويا" وتعليمه قيم المواطنة والخير والحق والقيم الانسانية النبيلة.

إن النص الدرامي يعد أحد أهم العناصر الأساسية المكونة للعمل المسرحي في مسرح الطفل لما يحمله من محتوى متمثل بالقيم والاتجاهات التربوية وأنماط السلوك الواجب غرسها في الأطفال , وهى من مرتكزات النص الدرامي وأهم وظائفه .

وتعد عملية تربية الطفل على الإحساس بالجمال وتذوقه في كافة مراحل النمو المختلفة  أمر في غاية الاهمية لدى الطفل, فكل ما يبثه النص الدرامي الموجه للطفل من قيم تربوية وجمالية تؤثر في التكوين الجمالي للطفل وتوقظ الاحساس بالجمال لديه وتؤدي إلى نوع من التكامل في السلوك الشخصي للطفل, وتخضع القيمة الجمالية لوظيفتها التربوية, كونه يفجر في داخله كل طاقات الخير, إن تنمية الاحساس بالجمال وتذوقه لدى الطفل لا يتم إلا من خلال تقديم الاعمال الدرامية المسرحية الجيدة والمؤثرة في شخصية الطفل. ويجب أن تتوفر الفكرة في النص الدرامي الموجه للطفل, وأن تكون واضحة تثير اهتمام الطفل ومشاعره, وكذلك أن يكون اسلوب تنفيذها بطريقة جذابة فيها عناصر الابهار من خلال النص الدرامي, وأن تكون حوادثه في حدود المعقول والمألوف وأن تكون ضمن مخيلة الطفل والفكرة الاساس أو الهدف أو المضمون بحذر ودراية لأن الطفل حساس وذكي, وأن تكون هناك اهداف وغايات نبيلة ومحترمة تصب ضمن الروافد الانسانية التي تسهم في إعطاء المثل والقيم التربوية الرفيعة كما إنها تثير اهتمام الطفل وتجذب انتباهه وتشوقه وتقربه من واقع الحياة.