سياسة الرئيس جيرالد فورد في مكافحة المخدرات 1974 – 1976

الملخص

       ادار فورد سياسة الولايات المتحدة الامريكية وفق مبدأ الحد من النشاط الشيوعي ومواجهة المعارضة الداخلية للسياسة الخارجية و معارض حرب فيتنام لذلك, كان في اختبار صعب للغاية وكان عليه ان يحافظ على اقل تقدير على مكتسبات الرئيس نيكسون الذي حقق تقدما ً ملموسا ً تجاه تركيا و ايران و شرق اسيا و لابد من الحفاظ على الارث السياسي في الحرب, و السير وفق دبلوماسية نيكسون في تقديم المساعدات الاقتصادية مقابل تقديم المساعدة للولايات المتحدة, وكانت ادارة فورد تمثل امتداد سياسي لايدلوجيا الحزب الجمهوري على الرغم من بعض الاختلافات في الرؤى.

       لذلك كانت اولى خطوات فورد في سياسة المخدرات الحد من الطلب الفيدرالي على المخدرات داخل الاراضي الأمريكية , وبذلك وفر فرصة مناسبة تتطابق تماما ً مع الجناح المؤيد لربط الدول المعادية للولايات المتحدة بتجارة المخدرات , وبهذا مثلت دول شرق اسيا أول محطات فورد السياسية لاحتوائها  خشية التمدد الشيوعي , وكان لنظرية التحديث اسلوب مطابق للسياسة الامريكية و اثر كبير في مقايضة الدول النامية وبلدان العالم الثالث , الحد من تجارة المخدرات يقابلها المساعدات الامريكية , لاسيما ان تلك البلدان تعاني من مشاكل اقتصادية وسياسية جعلتها ترضخ للإرادة الامريكية , مثالا ً على ذلك كانت تايلند وبورما حققت تقدما ً ملموسا ً في محابة القبائل المتمردة في الجبال , وعلى المستوى الداخلي ورث فورد من سلفه نيكسون صراعا ً بين الادارة الامريكية  والكونكرس , إذا سعى الاخير الى تقيد الرئيس الأمريكي ومتابعة عمله في السياسة الخارجية وتحديدا ً في مسألة المخدرات , الامر الذي ازعج فورد , ووقف حائلا ً امام انشاء مكتب العمل الخاص للوقاية من تعاطي المخدرات , الذي يكون مراقبا ً لتنفيذ بنود اي اتفاق او قانون خاص بالمخدرات , و مارس عمله باتباع دبلوماسية مرنه تجاه حلفاء الولايات المتحدة الامريكية , كلا ً من فرنسا و تركيا و حتى مع المكسيك .