أثر الواقع في فهم النصوص التأسيسية في العلاقة مع الآخر الديني

الملخص

       إن للواقع بالغ الأثر في فهم الآيات القرآنية ونصوص السنَّة المطهرة التي تتعلق ببيان أسس العلاقة مع غير المسلمين، فإن لكل عصر خصائصه ومتطلباته، فلا بد أن يكون الخطاب الديني مناسبا لعصره، فإن طبيعة العصر وظروفه تؤثر في فهم النصوص الشرعية واختلاف موارد تطبيقها تبعا لذلك.

       وقد اهتم الفقهاء المعاصرون بذلك في استنباطهم للحكم الشرعي في أن يكون مناسبا وقابلا للتطبيق في عصرنا، وكذلك المفسرون والمهتمون بالفكر الإسلامي في تقديمهم تفسيرا للقرآن الكريم يلبي الحاجات البشرية المتجددة ويساهم في تقديم الحلول للمشكلات التي تواجههم، ومن ذلك ما يتعلق بالعلاقة مع غير المسلمين حيث أصبح التواصل معهم وتعزيز العلاقات الإنسانية والتبادل التجاري من الحاجات الضرورية في عصرنا، فلا بد من التأكيد على الأبعاد الإنسانية في العلاقة معهم والتمييز في التعامل بين المسالمين والمعادين، بما يسهم في تعزيز التعايش السلمي بين الأديان والأطياف المختلفة.

      ومن هنا قسمت البحث على مقدمة وثلاثة مطالب تتلوها خاتمة، تناولت في المطلب الأول مفهوم الواقع وأهميته في فهم النصوص الشرعية، وأما المطلب الثاني فقد تحدثت عن أثر الواقع في فهم النصوص الدينية عند الفقهاء والمفكرين الإسلاميين، وأما المطلب الثالث فقد بينت أثر الواقع في المدونات التفسيرية، وختمت البحث بأهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.