دلالة صيغ جمع التكسير في قصيدة الخُريمي(ت214ه) (فتنة بغداد)
الكلمات المفتاحية:
الدلالة، جمع التكسير، الخُريمي، فتنة بغدادالملخص
يعد محور الصرف من المحاور المهمة في دراسة اللغة العربية، إذ من خلاله تعرف أصول الكلمة، ووزنها ، وتصريفاتها المختلفة، وما يطرأ على حروفها من تغيير كالزيادة والحذف والابدال.
والجمع هو للاسم الذي يدل على أكثر من اثنين أو اثنتين، وله أنواع ثلاثة هي جمع المذكر السالم، وجمع المؤنث السالم، وجمع التكسير. وهذا الأخير ــــــ جمع التكسير ـــــــ من المفردات المهمة في الدراسة الصرفية، لتعدد اشتقاقاته، وما تعطيه كل صيغة من دلالة معينة تختلف عن دلالة أخرى. فجمع التكسير يجري تغييرا في بناء اللفظة في حال انتقالها من الإفراد إلى الجمع، وهذا التغيير يحدث في الحروف والحركات، فكانت أوزانه كثيرة قسمت على جزء سماعي وآخر قياسي .
وتعطي الدلالة الصرفية أثرا كبيرا في إثراء الرصيد المعجمي، وذلك بواسطة تحويل الكلمة المستعملة واكسابها دلالة جديدة غير دلالتها الأصلية من دون المساس ببنيتها الصرفية. وهذه السمة إنمازت بها العربية بعلاقة التبادل اللغوي.
وهذه الدراسة في قصيدة للشاعر أبي يعقوب إسحاق بن حسان بن قوهي الخريمي (ت214ه)، يصف فيها حريق بغداد، أبان الفتنة بين الأمين والمأمون سنة 197هجرية. فهي قصيدة مطولة تجاوز عدد أبياتها 130 بيتا، ارتكز موضوعها على وصف ما آلت إليه أحوال بغداد. فعمد الشاعر فيها إلى أساليب لغوية نحوية وبلاغية وصرفية، كل هذا وظّفه لرسم دلالات أجاد توصيلها، إذ نطالع فيها توظيف صيغ الجموع معبرة عن دلالات معينة أرادها الشاعر في تراكيب قصيدته. وهذا الاختلاف في التركيب من الإفراد إلى الجمع لابد له من تغير في الدلالة لم يغفل المتقدمون من الاشارة إليه، فدلالة صيغ الجمع هي الضابط الأساس في تصنيفها.
والمنهج الذي اتبعته هو الوصفي التحليلي بجمع الصيغ الصرفية وتحليلها صرفيا ودلاليا، وذلك بالاعتماد على كتب الصرف والمعاجم والدلالة. ومن أجل هذا بني البحث على ثلاثة مطالب يتقدمها تمهيد كشف عن الدلالة الصرفية وجمع التكسير في الإطار النظري، فبحث الإطار الأول في دلالة صيغ جمع القلة، وهذا الجمع له صيغ أربع خاصة مصداقها من العدد ثلاثة إلى العشرة. واختص المطلب الثاني بعنوان دلالة صيغ جمع الكثرة، والذي يصدق على العدد عشرة إلى مالا نهاية، وله أوزان كثيرة أقتصر البحث على ما ورد من أمثلتها في القصيدة. والمطلب الثالث اختص بدلالة صيغ منتهى الجموع وصيغه خاصة بالجمع الذي ليس بعده جمع إذا وصل لأحد هذه الأوزان. وختامها كان أهم نتائج البحث وقائمة بمصادر البحث ومراجعه.
