الممارسات التعسفية للأمويين اتجاه الموالي

الملخص

يعد موضوع الموالي من المواضيع المهمة في الواقع العربي الاسلامي كونهم شكلوا طبقة اجتماعية جديدة بعد الفتح العربي التي جعلت منهم في تزايد مستمر، اذ ان الفتوحات الاسلامية التي امتدت على مساحات واسعة من الارض وضمت عدد كبير من الاراضي الى الدولة العربية الاسلامية، وقد كان لهذه الفتوحات دورها الكبير في هذا التزايد لطبقة الموالي اذ ان التشريع الاسلامي كان يبيح الحصول على الاسارى والجواري والحصول على الغنائم وان هؤلاء الاسارى تحولوا الى عبيد ولكون الاسلام اعطى مساحة واسعة لتحريرهم من خلال (عتق رقبة) فقد تحول هؤلاء العبيد الى موالي وهذا يعني بقائهم في الولاء الى سيدهم الذي حررهم، وقد كان للموالي في الدولة العربية الاسلامية اوضاع تختلف باختلاف السلطة ونوع الحكم، اذ انهم تمتعوا في زمن النبي والخلفاء الراشدين بالمساواة مع غيرهم من فئات المجتمع العربي، الا ان هذا سرعان ما تبدل بمجيء الامويين الى السلطة، فقد عانى الموالي اشد ما عانوه في زمن بني امية، اذ فقدوا المساواة مع غيرهم في العيش الكريم وحرموا من اكثر حقوقهم الانسانية وكانت تفرض عليهم اجراءات اقتصادية واجتماعية شديدة التعقيد، فقد منعوا من العطاء، وحرموا من ركوب الخيل، وكانوا اذا اشتركوا في الحروب حرموا من الغنائم ، كما حرموا من تقليد المناصب الادارية الحساسة والقضائية وقيادة الجيوش، كما اطلق عليهم اسماء مستهجنة، كما تعاملوا معهم باحتقار وكانوا ينظرون لهم نظرت السيد والعبد. لذا شكل هذا الاضطهاد والتعسف بحق الموالي الى البحث عن الخلاص متى سنحت لهم الفرصة، مما دفعهم الى المشاركة في اغلب الثورات التي خرجت على الامويين لا سيما ثورات العلويين التي كانت اكثرها تدعو الى العدالة والمساواة وهذا ما كان يبحث عنه الموالي .