التكرار الصوتي في احتجاجات الإمام الرضا (عليه السلام)
الكلمات المفتاحية:
التكرار الصوتي، الإمام الرضا عليه السلام، احتجاجاتالملخص
يسلط البحث الضوء على ظاهرة التَّكرار الصوتي التي تُعدُّ من أبرز الظواهر الصوتية التي تخدم الحجاج والاحتجاج، والتي يتخذ المتكلم منها وسيلة للتعبير عن أدلته وبراهينه بصورة مباشرة عن طريق التّكرار الحرفي أو اللفظي أو الجملي؛ لغاية التأثير في المتلقي وإقناعه، فنجد المتكلم يثري خطابه الحجاجي بظواهر صوتية مختلفة منها التَّكرار، إذ يُقدم دلالات تنبيهية وأُخرى جمالية ذات تأثير فعلي ينسجم مع طبيعة المتلقي العقلية والنفسية، وكذلك يُراعي المتعلقات الخارجية. فيُعد التكرار الصوتي من أبرز التقنيات الأسلوبية والصورية الناقلة للحدث الخطابي والمصورة لتفاصيله الدلالية ويمكن القول أنّ للتكرار أهمية في رسم إيقاع الحدث الكلامي وتوجييه بالوجهة التي يرها المتكلم تُفضي إلى التأثير في سامعه، وقد تميّزت اللغة العربية بظاهرة التكرار الرقيق الذي لا تكلف فيه ولا خشونة فيه والتي تستعذبه الأسماع وتهواه النفوس فيطبعُ المعاني في الأذهان، لذا نرى العرب قد تفننوا بالتكرار الصوتي وقد جعلوا منه أسلوباً تنبيهاً مباشراً بطريقة فنية وأدبية لا تخدش الأسماع، وأكثر النصوص العربية لا تخلوا من التكرار الصوتي أو التكرار اللفظي أو الجملي التركيبي فهذه كلها أدوات لغوية لسانية يلجأ إليها منشيء النص الخطابي في اظهار معانيه ودلالاته بالتركيز والتشديد على صياغاتٍ ما سواءً أكانت نغمية موسيقية من خلال إنتقاء الأصوات وترتيبها، أو من خلال الألفاظ باعادة تكرارها أو تكرار تراكيب بعينها وهذه كلها تأتي من باب توكيد المعاني والدلالات. جرت احتجاجات الإمام الرضا(عليه السلام) في مجلس المأمون، وقد تنوعت على مستوى المضامين بتنوع الشخوص وخلفياتهم الدينية والثقافية، فكان للتَّكرار الصوتي دور في تقوية المعاني التي أراد الإمام الرضا(عليه السلام) توظيفها في العملية التخاطبية التحاججية وفق رؤية مرسومة وذات أبعاد منطقية تُلزم المستمع بما يُريده المتكلم.التنزيلات
منشور
2023-10-31
إصدار
القسم
Articles