أثر الرذائل في سقوط الحضارة

المؤلفون

  • محمد حمزة الشيباني جامعة بابل /كلية العلوم الإسلامية قسم علوم القرآن
  • نقاء علي حسين جامعة بابل /كلية العلوم الإسلامية قسم علوم القرآن

الكلمات المفتاحية:

الظلم، الترف، المترفين، الافساد، الحضارة، الأرض

الملخص

إن القرآن الكريم ربى العقل على حسن المحاكمة والاستدلال والجدل لمعرفة الحق، وهذا الأسلوب في التفكير مفاده ترتيب النتائج والمقدمات، وان القرآن الكريم عندما نقل عن الأقوام السابقة أخبار حضارتهم وسبب ضياعها، إنما كان السبب تجبرهم وقتلهم وبطشهم، ففي سورة القصص تقرأ ان القيم الخلقية إن فقدت، وتجبر الناس، وتكبروا فان مصير أولئك الهلاك، فالحضارة ليست تقدما ماديا، بل أن القيم الخلقية والاعتقاد بوحدانية الله، والعمل الصالح هي الأساس الحقيقي في بناء الحضارة في حين أن التخلي عن القيم، فمعنى ذلك السقوط الحضاري والهلاك،فإن الله يكره الظلم إذ يشيع في أي مجتمع من المجتمعات، وإن كان الظالمون فيها مسلمين و إن أثر الرذائل في سقوط الحضارة ركز عليه القرآن الكريم. وذلك أن الله جل جلاله لا يرضى أن يكون إسلام المسلمين من عباده شفيعاً لهم في ارتكاب الظلم واستلاب حقوق الآخرين، وبعبارة أخرى: تعالى ربنا وتنزه عن ان يـرشـوه مسلم بإسلامه في مقابل أن يصفح عما قد يرتكبه من المظالم في حق الآخرين، وإذا كان من سنة الله في عباده أن يجزي المجتمعات التي يشيع فيها العدل، في دار الدنيا، ولو كان أهلها كافرين، فإن هذه السنة ذاتها تقضي أن يعاقب المجتمعات التي يشيع فيها الظلم، في دار الدنيا، وأن الحضارة تبقى وتعيش وتستمر ما دامت شبكة العلاقات الاجتماعية سليمة قوية، فإذا فسدت تدهورت الحضارة وسقطت، والإسلام يقدم الحل الأمثل في تحقيق العدالة من خلال إقامة العدالة الاجتماعية وإزالة الفوارق بين الأفراد والطبقات من اجل النهوض بالأمة العربية، وإذا شعر الناس بإقامة العدل في مجتمعهم وسيادته في حياتهم تستقر نفوسهم وتطمئن قلوبهم وتهدأ أحوالهم ويزدهر مجتمعهم ويعمهم الخير والأمن والأمان والسلامة والسلام،وقد عني الإسلام عناية فائقة بتقرير قاعدة العدالة من قواعد الحكم في الإسلام بوصفها الدعامة الرئيسة في قيام الدولة العربية الإسلامية والحكم الإسلامي فلا وجود للإسلام فعلا في مجتمع يسوده الظلم ولا يعرف العدل ، وأمر الرسول (ﷺ) بإقامة العدل بين الناس، قال (ﷺ) " عدل يوم كعبادة أربعين سنة "، وقد أعد الله للذين يحكمون بالعدل بين الناس منزلة رفيعة يوم القيامة حيث يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظله، قال رسول الله (ﷺ): سبعة يظلهم الله يوم لا ظل الا ظله ، وذكر أول هؤلاء السبعة الإمام العادل. وبعد ترك العدل ظلماً في نظر الإسلام والله سبحانه وتعالى حرم الظلم وذم أهله وتوعدهم بالعذاب الشديد يوم القيامة والهلاك في الدنيا.  

التنزيلات

منشور

2023-10-31