صورة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في كتاب ناصر الدين دينيه (محمد رسول الله )

الملخص

إنّ دراسة السيرة النبوية اخذت اهتماما كبيراً من قبل المستشرقين المنصفين منهم او المجحفين , فاعتبروا السيرة النبوية مادة مهمة في معالجة القضايا الاسلامية , تناول المستشرقون المنصفون السيرة النبوية بمنهج علمي دقيق لا يحتمل الخطأ , ودخل البعض منهم في الاسلام نتيجة قراءته العلمية لإحداث السيرة النبوية , فقاموا بالكتابة عن السيرة النبوية واستسقوا معلوماتهم من المصادر التاريخية المعتمدة لدى المسلمين , وقاموا بمقارنات مع ما كتبه المستشرقون السابقون واستخلاص الحقيقة التاريخية عن السيرة النبوية وهذا ما حدث مع المستشرق ناصر الدين دينيه في كتابه ( محمد رسول الله ) موضوع البحث , كما ان الكتاب والباحثين لم يعتمدوا على ما كتبه العرب المسلمون عن التاريخ الاسلامي بل كانت اهتماماتهم قد شملت المستشرقين سواء كانوا منصفين او مجحفين , وناصر الدين دينيه قد دخل الاسلام عن قناعة كاملة ولم يبالي بما كتبه المستشرقون من اقرانه او المعاصرون له آنذاك , فهو اعتمد على طريقة المنهج العلمي في تتبع الحقيقية التاريخية من اصولها المعتمدة والتي لم يمسها التحريف او التزوير , حيث قام بعرضها على المنهج العلمي الدقيق في تتبع الاحاديث والروايات الصحيحة كما ذكر ذلك في مقدمة كتابه عن السيرة النبوية الصحيحة , وتكمن اهمية هذا البحث في طريقة تناول المستشرقين لموضوع التاريخ الاسلامي بشكل عام والسيرة النبوية بشكل خاص , وابراز الجانب الايجابي الحقيقي للعرب المسلمين الذي كان مشوها عند الغربيين بشكل عام والفرنسيين بشكل خاص فناصر الدين دينيه تمكن من خلال مؤلفاته ان ينقل صورة جميلة عن الاسلام وازال كل التراكمات الغير حضارية التي وضعها المستشرقون السابقون , بل نجد انه قام بنقد هذه الآراء والافتراءات عن طريق منهج علمي رصين من خلال المصادر العربية الاسلامية مثل سيرة ابن هشام والطبقات الكبرى لابن سعد والسير الحلبية لبرهان الدين الحلبي .