بنية الزمن في رواية ساعة بغداد

الملخص

تعد الروايـة مـن الأشـكال السـردية التـي لـم تعـرف الثبـات؛ إذ كانـت ولا زالـت مجـالا خصـبا للبحوث الأكاديمية، فقد استقطبت اهتمام الكتاب والنقـاد والقـراء؛ فتنـوع كتابهـا وتنـوع دارسـوها. ويعــد الــزمن أحــد أهــم العناصــر المكونـــة لهــا، فهــو القالــب الــذي تســير عليــه لبنــاء الأحــداث وتطورهـا، إن الـزمن مقولـة متعـددة المظـاهر مختلفـة الوظـائف، ولعـل هـذا مـا جعلنـا نتبنـى قيمـة الزمن في الرواية فجاء بحثنا تحت عـــنوان " بنية الزمن في رواية ساعة بغداد لشهد الراوي" فـالزمن يشـكل هندسـة الفـن الروائـي، والقارئ للرواية المعاصرة يجد إيديولوجية مخالفة لما كانت عليه في الماضي. هذا ما جعلنـا نبنـي مجموعة من الإشكالات المتمثلة في: ما هو الزمن؟ كيـف عـالجت شهد الراوي الـزمن فـي روايـة ساعة بغداد؟ لقد وقـع اختيارنـا لهـذا الموضـوع بسـبب الإشـاعات والتـأويلات التـي تظهـر في الراوية، وكـذلك تعــدد الأزمنــة في الرواية ومنــه انقســمت دراستنا إلى مفهــوم الــزمن: يكون الزمن مجالا خصبا للدراسة الروائية بتلاحمه بصورة عضوية مع مكونات الخطاب الروائي فهو في الاصطلاح السردي يعني مجموعة العلاقات الزمنية، السرعة، البعد... الــــخ، بين المواقع والمواقف المحكية وعملية الحكي الخاصة بهما، وبين الزمان والخطاب المسرود والعملية السردية، وتظهر اشكالية تعدد الأزمنة، فثمة زمن مضى قبل الكتابة وهو زمن الحكاية، وزمن الحاضر وهو زمن السرد، وقد يتداخل الزمنان، ولذلك ينبغي التفريق بين الزمن الطبيعي (الكرونولوجي) وزمن الحكاية، فالزمن الطبيعي هو خطي متواصل يسير كعقارب الساعة، اما زمن الحكاية فهو زمن وقوع الحدث قياسا الى الزمن الطبيعي كالماضي البعيد، القريب، المحدد او غير المحدد، وله أنواعــه وأهميتــه في مفهــوم الروايــة.