بواعث الانكسار في شعر محمد بن عمار الأندلسي

الملخص

    إن الباعث في قول الشعر متغير لا ثابت، وفقاً لحالة الشاعر النفسية وتقلباته ولحظته الشعرية، ووفقا لبيئة الشاعر وطريقة حياته، وما يعترض له من مواقف حياتية، تثير فيه رغبة تشكيل صوره واختيار الفاظه.

       ونحن هنا نحاول اكتشاف البواعث التي كانت وراء انتاج النص، وكيف تجلى في لغته. والوقوف على ظاهرة الانكسار في شعر الشاعر محمد بن عمار الأندلسي، ولهذه الظاهرة بواعث متعددة، حاولنا الوصول إليها من خلال استقراء منتجه الشعري.

     وعلى ما يبدو أن البواعث لهذا الانكسار متشعبة ومتباينة، فقد ينجم عن الخوف من السلطة الحاكمة آنذاك، والغربة والحنين إلى الوطن لكونه أرغم على مغادرته، فضلاً عن الأعداء وما كان يحيط به من دسائس ومؤامرات أودت بحياته في نهاية المطاف، وكان الفقر والحاجة باعث قوي للانكسار، لتعدد طبقات المجتمع في عصر ابن عمار ولكونه من الطبقة المحرومة، فكثيراً ما كان يلجأ للاستجداء في شعره على خلاف بعض شعراء عصره الذين هم من الطبقات العليا في المجتمع، وكان للسجن والركون خلف القضبان دافع وباعث من بواعث الانكسار، أما تقلبات الزمن فكثيرا ما تهيج مشاعره، وتذكره بنعيم القصور، أما المرأة فقد مثلت باعث للانكسار يختلف عن باقي البواعث، فالشاعر كان مستسلماً ومستمتعاً، وطالباً لهذا الانكسار.