دور حزب العمال البريطاني في معالجة الأزمات الداخلية1922-1926
الكلمات المفتاحية:
كليمنت اتلي، مجلس العموم البريطاني، البطالة، السكنالملخص
بعد الحرب العالمية الاولى مرت بريطانيا بمتغيرات وتطورات سياسية خارجية وداخلية قبل ان تحدد موعداً لإجراء انتخابات مجلس العموم البريطاني لعام 1922 . فكانت الخارجية منها المعاهدة التي وقعتها حكومة لويد جورج البريطانية مع دولة ايرلنده الحرة في 6 كانون الاول 1921 التي نصت على ان ايرلنده الشمالية وعاصمتها بلفاس تظل على الاتحاد مع التاج البريطاني اما ايرلنده الجنوبية وعاصمتها دبلن تتمتع بالحرية والاستقلال الذاتي وهذا ما اثار حزب المحافظين ضد سياسة رئيس الحكومة لويد جورج لأنه افقد (مرسوم الاتحاد العام لسنة 1800) ، اما المتغيرات الداخلية فقد تمثلت بتقليص عدد مقاعد مجلس العموم من 709 مقعداً الى 615 مقعد بعد الغاء تمثيل النواب لإيرلندة الشمالية والجنوبية ، وامام تلك التطورات اسقطت حكومة لويد جورج في 19 تشرين الاول 1922 واسندت الى اندرو بونارلو التي حدد يوم 16 تشرين الثاني 1922 موعداً لأجراء الانتخابات التي جاءت نتيجتها فوز حزب المحافظين ب 345 مقعداً وبعدهم حزب العمال الذين حصلوا على 142 مقعداً وقد كان من بين اعضاءه كليمنت اتلي الذي فاز عن مقاطعة لايمهاوس بحصوله 9688 صوتاً متفوقاً على منافسهِ وليام بيرس الذي حصل على 7789 صوتاً . وقد بدأت دورة مجلس العموم البريطاني الجديدة اعمالها بمناقشة الاوضاع والازمات الداخلية لبريطانيا منها ازمة البطالة والسكن لاسيما بعد ان وصل عدد العاطلين عن العمل عامي 1920 -1922 ما يقارب 2170000 اي بنسبة 13,1 ٪ عام 1920 وازداد ليصل عام 1922 نسبة 15,2 ٪ . وكذلك مناقشة ازمة السكن التي اصبح منها الالاف من البريطانيين لم يتكنوا من العثور على منازل لاسيما لايمهاوس وامام مناشدات اعضاء مجلس العموم ومنهم كليمنت اتلي انشأت الحكومة ما يقارب 35380 منزلاً للطبقة الكادحة من العمال من مجموع الذين لا يملكون منزلاً والبالغ عددهم 99280 . وناقش اعضاء مجلس العموم مشكلة البطالة ونتيجة لتلك المناشدات استجابت حكومة ستانلي بلدوين 1923-1924 التي خلفت بونارلو فشرّعت لائحة الاسكان التي شجعت الشركات الخاصة على البناء السريع مع تشغيل العمال لتقليل مشكلة البطالة ، ثم طالب اعضاء مجلس العموم ومنهم كليمنت اتلي بضرورة تأميم الفحم والسكك الحديدية من أجل ان تسعى الدولة الى الملكية العامة لوسائل الانتاج وابعاد استقلال الرأسماليين وبذلك وافقت الحكومة على رفع اجور عمال المناجم الى 30 ٪ وتقليص ساعات العمل الى 48 ساعة في الأسبوع بعد ان كانت 56 ساعة وخلال عامي 1924 -1926 اهتمت الحكومة البريطانية بموضوع ازمة الكهرباء وذلك بتشكيل لجنة الطاقة الكهربائية داخل مجلس العموم الذي احالها الى شركات القطاع الخاص بالتعاون مع السلطات المحلية ومع المجلس المركزي (CEB) من اجل توليد الكهرباء ليس فقط للإضاءة وانما لتشغيل الماكنات وجميع الأجهزة في المستشفيات .