إيقاع السواد والبياض في قصيدة النثر شعر جمال جاسم وعبد الأمير جرص أنموذجاً
الكلمات المفتاحية:
السواد، البياض، الحذف، جمال جاسم، عبد الأمير جرصالملخص
إنَّ السطور البيضاء الجوفاء التي تبعث على التأمل وتستدعي المتلقي، إنَّما هي تنشيطٌ لمخيلةِ القارئ وتفاعليةِ القراءةِ وهي جزءٌ من إسهامِ المتلقي في التأليف بوصفه منتجاً آخر للنص، ولعل عتبة البياض غزيرة في التعبير وذات دلالة قوية ومتجهة نحو القصد ونعني بالقصد: البحث عن ممكنات النص وعتباته والكشف عن جمالياته الفنية التي بها يرتقي شعرياً, ونجدُ أحياناً تقطيعاً للكلمة, يسعى الكاتب من خلالهِ إلى إيهامِ المتلقي في الجمع بين مقاطع المفردة وهذا ما أراد كُتَّاب النص الحديث توصيله من طريق تلقي النص . وبشكل عام فإنَّ الفراغ الحاصل بين تأويل الجملة الملفوظة وبين فك شيفرة الفراغ يجعل المتلقي جزءً لا يتجزأ من عملية التلقي فهو الحلقة الأخيرة التي تتلقى وتنهض بمهمة التأويل بصرف النظر عن مدى مطابقة فكرة الشاعر مع ما يتم تأويله من قبل المتلقي, ولولا وجود إيقاع لهذه البياضات لما استطاع أحد أنْ يصلَ إلى تفسيرات أو حاول أنْ يفك شيفرات البياضات التي حاول الشاعران استثمارها في نصوصهما التي كانت شواهد على ما ذهبنا إليه . إنَّ تقنية الحذف في النص الحديث وبخاصة في قصيدة النثر تعكس إمكانية الشاعر من تعدد الدلالات فضلاً عن أنَّها تشكل سمة أسلوبية لدى الشاعر من طريق استعماله لتقنيات النص الحديث وفهمه لضرورات ووظيفة كل تقنية من تلك التقنيات . إنَّ التوقفات المرموز إليها بنقاط الحذف تعد من آليات الإيقاع الداخلي لقصيدة النثر الحديثة, فهي ذات غنى إيقاعي يعمل على تحريك ذهنية المتلقي نحو إدراك الصلات بين أماكن الحذف والجمل الشعرية المكتوبة والمنطوقة . للسوادِ والبياضِ حضورٌ متناوبٌ على فضاءِ الصفحةِ عند الشاعرين ما يُرتبُ على ذلك التناوب إيقاع يُسهمُ في تعزيزِ الدلالةِ الكليةِ للنص .التنزيلات
منشور
2023-10-31
إصدار
القسم
Articles