سياسة الامويين الاستبدادية تجاه الموالي دراسة تاريخية

الملخص

اعتمد الاسلام على مبدأ المساواة والمودة بين جميع من قال لا اله الا الله ، ولم يعتمد التمايز العنصري والطبقي في التعامل مع الناس ، وانما جعل مبدأ الاسلام هو الفيصل اعتماداً على قولة تعالى : ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ ، فاخذ الرسول () يبث تلك التعاليم الى عماله وولاته على البلدان ويدعوهم الى اللطف مع من اسلم من العبيد وخوفهم من ظلمهم ، لكن هذا الامر لم يستمر ايام الامويون ولنما اخذوا يعاملون الموالي معاملة قاسية جداً ، واصبح التمايز الطبقي واضحاً جداً ، واصبح المنهج السياسي للدولة هو التعامل المتدني مع الموالي ، وجعلوا منهم مصدراً مالياً في معالجة الازمات الاقتصادية التي تمر بها الدولة ولم يستثني من ذلك من اسلم منهم ، وانما اصبح الامر معمماً على جميع الموالي مسلماً كان ام غير مسلم ، واصبح الموالي يعانون الظلم والتعسف تحت وطأة عمال بني امية وخصوصاً ايام الحجاج الذي اتخذ من الموالي اداة الى حل ازماته المالية ، كذلك فقد اصبح الموالي طبقة اجتماعية متدنية بالنسبة لسائر الطبقات فلم يكن الزواج منهم امراً مقبولاً عند بني امية وانما كانوا يمنعون ذلك ، وحتى انهم تعاملوا معهم بأساليب وحشية بعض الاحيان كما سنرى ذلك في بلاد المشرق والمغرب اذ تعاملوا معهم بأسلوب قاسي جداً ، واصبح الموالي طبقة مضطهدة ومعدمة ايام الدولة الاموية.