دلالة الشخصية في رواية شجرة الليمون العجوز لـ (رجاء صالح الجبوري )

الملخص

تسهم الشخصيات في إظهار مسار العمل الروائي من خلال دلالتها النفسية والوجدانية ؛ إذ تعمل على تحريك المسار الفكري الذي ينشأ من أجله العمل الروائي ، بوصفها المحرك الأساس الذي تقام فيه المحاور الدلالية للشخصيات ، كما أن التنوع الذي يظهر في أي رواية يعمل على إبراز النوازع النفسية، ويظهر مدى التأثير و التأثر في العمل السردي والفني ، فللدلالة حضورها الواعي في تقديم الشخصيات واظهار مدى التأثير والتأثر الذي يظهر من خلال الاستبطان الداخلي لنوازعها النفسية والوجدانية التي تحكم البناء الكلي للعمل الأدبي بكل مقاييسه المعرفية ، كما أنها تعمل على توضيح المسار الذي تلتقي فيه الأحداث ، وعملية بناء وظيفة اقناعية تسهم في توضيح معالم الشخصية وتناغمها مع فضائها الذي تعيش وتتعايش معه ، وهذا ما أدته رواية شجرة الليمون العجوز ، فقد استطاعت الدلالة أن تتداخل في نماذج الشخصيات رغم تعددها ، وأظهرت وأفصحت عن الطرائق تفكيرها ، كما بينت نوازعهم الوجدانية وكيف تأثروا بواقعهم المعاش ، فقدمت لنا الدلالة توضيحًا سلوكيًا للشخصيات ، كما أنها بينت ملامح الشخصية بدقة وعملت على رسم خصالها ، وتأثير تلك الخصال في المجتمع من خلال سلوكها وحركتها ، وتعامل بعضها مع البعض الآخر بحيث يتشكل من خلالها اطار نظري للأحداث بكافة المفاهيم التي تدور حولها وتعيش فيها الشخصيات متداخلة مع بعضها البعض ؛ لأن الدور الأساس للدلالة يقوم على الاظهار ، والتوضيح فأظهرت البيئة التي حوت تلك الشخصيات ، وبينت كيف أثرت في بيان قيمة البيئة التي تعيش فيها تلك الشخصيات من خلال ما قدمته من أفكار ورؤى ، وما ساهمت فيه في بيان نوازع الخير والشر؛ لتكون خير دليل في توضيح الفكرة القائلة ( الإنسان ابن بيئته التي يعيش فيها ) ، فالدراسة صرحت على بيان مدى تأثير دلالة الشخصية في اظهار براعة العمل الأدبي ، كما أنها ساهمت في بيان التأثير والتأثر الي يصاحب تلك الشخصيات مع التطور الحاصل داخل العل الأدبي بكل مفاهيمه الوجدانية . فالعمل الأدبي ماهو إلا عمل وجداني يبحث في دلالة الشخصيات ، وكيفية تنوعها وتعددها قائم على ما يحيط من مفاهيم تنسجم مع الواقع المعاش