علاقة الجسد بالمكان في قصائد ادنا اس تي فنسنت ميلاي "التينة الاولى" و "التينة الثانية"

الملخص

لفهم مكانة الجسد في العالم يجب دراسة العلاقة بين الجسد والمكان. يعد الجسد من أهم القضايا الفكرية لما له من أبعاد دلالية وأيديولوجية شكلت الأساس لمعظم الإنتاج الأدبي. يلعب الجسد دورا مهما في تشكيل الهوية الفردية والثقافية. عادة ما يستخدم الشعراء والكتاب الجسد لتقصي موضوعات الجنس والعرق. توظيف الجسد في الموضوعات الادبية يضيف عمقا واقعيا و بعدا عاطفيا لها. فضلا عن ذلك، عندما يتم تصوير الجسد في سياق القوة، يتيح ذلك للكتاب إمكانية استكشاف واستنباط نقدية للهياكل المجتمعية، ويتيح لهم دراسة قضايا الامتياز والتهميش والمقاومة بطرق مبتكرة ومتجددة. لذلك بدأ الجسد بأخذ مساحة تحليلية في التيارات السيميائية الجديدة. يلعب المكان دورًا مهمًا ووظيفيًا في تشكيل حياة الإنسان وترسيخ كيانه وتأسيس هويته وتأطير طبيعته ثم تحديد أولوياته وتوجهاته وإدراكه للأشياء، لأن المكان يستوعب الإدراك الحسي الذي يبدأ بمكان خبرة الإنسان في جسده. قد يبدو المكان في الشعر ملاذًا من فوضى العالم، و يمكن أن يكون مصدر إلهام ، يحرك الروح الإبداعية للشاعر. كما قد يظهر استخدام المكان في الشعر رمزيًا، ويجسد مفاهيم المنزل، والانتماء، والهوية، أو حتى بمثابة استعارة لحالة الإنسان. كما يمكن أن يتكامل الجسد والمكان لتكوين القوى النفسية والعقلية والعاطفية والحيوية للإنسان. تتناول هذه الدراسة العلاقة بين الجسد والمكان في قصائد (إدنا اس تي فينسينت ميلي) "التينة الأولى" و "التينة الثانية." وتهدف الدراسة إلى إظهار طبيعة هذه العلاقة ودورها كوسيلة للنضال من أجل أن تحصل الأنثى على المنصب والوظيفة المناسبين في المجتمع الذكوري. في كلتا القصيدتين، قدمت (ميلاي) الجسد من خلال صورة "الشمعة" في قصيدة "التينة الأولى" وصورة "المنزل" في قصيدة "التينة الثانية". تعكس كلتا القصيدتين تحدي لعادات وتقاليد قديمة راسخة في المجتمع. يتميز المكان الذي يضم الجسد في القصيدتين بالضعف، اذ يظهر مظلما في "التينة الأولى" وتظهر "الرمال" في "التينة الثانية،" التي تعكس الرؤية الشائعة تجاه مكانة الأنثى الضعيفة في البيئة الذكورية. تستخدم الشاعرة هذه الصور الهشة كنوع من التحدي لخلق وجود نسوي قوي. تحاول الشاعرة تقديم كبرياء المرأة من الناحية المكانية.