صورولوجيا الأمكنة المعادية وسؤال الهوية في رحلات باسم فرات
الكلمات المفتاحية:
الأمكنة، المعادي، الهوية، سرد، صورولوجياالملخص
تروم هذه الدراسة محاولة الوصول إلى تتبع وصف الرحالة العراقي باسم فرات للمكان في رواياته، بحيث يمكن أن يكون هذا المكان قديمًا يثير نزعة التوقير والاجلال، أو ممكن أن يثير نزعة المقارنة، وممكن أن يكون المكان حديثًا أيضًا فيثير بذلك سؤال الهوية. فهذه الدراسة من البحث ترمي إلى بيان أهمية المكان عند باسم فرات، إذ يتجلى ذلك في الكشف عن رؤيته للأماكن المعادية التي زارها، أو سكن فيها، أو عاش أهلها عن قرب، ليغدو بذلك أدبه الصورلوجي قيمة أدبية ثرية، ومن ثم يمكن الاسستنتاج من خلال الوقوف على طبيعة العلاقة القائمة بين المكان ودلالته عند باسم فرات باعتباره مكان الغربة وبين ذات الشاعر تجاه هذا المكان سواء كان المكان معاديًا، أو أليفًا، ونحن عندما نتحدث عن المكان بوصفه معاديًا، فلا نقصد به كيانه الوجودي بحد ذاته، إنما ننعته بالمعادي ربطًا بالإحساس القاهر الذي تملَّك باسم فرات لحظة تواجده في هذا المكان. فالمكان المعادي نقيضًا للمكان الأليف، وهو المُعبّر عن الهزيمة واليأس، ويتخذ صفة المجتمع الأبوي بهرمية السلطة في داخله، وتعسفه الذي يبدو كأنه طابع قدري، ممثلًا له: السجون، وأمكنة الغربة، والمنافي، وغيرها، لذا فقد كان ضدا للمكان الرحمي أو المكان الأمومي. كما أنَّ المكان المعادي هو نفسه المكان المُخيف الذي لا يرغب الإنسان العيش فيه مثل السجون والمنافي، فلا تشعر هذه الأماكن بالألفة، والراحة، بل يشعر نحوها بالعداء والكراهية، لهذا تعتبر الأمكنة الأكثر مأساوية وتعاسة هي الأمكنة كما تسمى بـ (الركن المنعزل)، وهكذا تتحوّل علاقة الإنسان تجاه كلّ مكان مُنعزل إلى علاقة سلبيّة، ومن هذه الأمكنة: القبو- الخندق- الصحراء- السجن- الــــــلّابــيت (الملجأ، مكان اللجوء) إنه المكان الذي تشعر فيه بالكراهية أو العداء أو الضيق، وعدم الأمان.واعتمد الباحث في هذه الدراسة على المنهج الوصفي الذي يتضمن جمع النصوص ومحالًا بذلك تحليلها تحليلًا صورولوجيًأ بغية الوصول إلى الهدف المنشود من البحث.التنزيلات
منشور
2023-08-20
إصدار
القسم
Articles