موقف الحكومة العراقية من قضايا سكان ضفتي شط العرب (1925-1933) (في ضوء وثائق البلاط الملكي غير المنشورة – دراسة وثائقية تحليلية-)

الملخص

يهدف البحث الى التعريف بأهم التحديات التي واجهها سكان شط العرب سواء كانوا في العراق أو في ايران لاسيما (المحمرة) مركز تواجد المكون العربي المؤلف من (العشائر التابعة لأمارة عربستان والرعايا العراقيين) وفي مقدمتها " التجنس بالجنسية الإيرانية" ، مع الحرص على عدم اغفال القضايا الأخرى لرعايا الدولة العراقية هناك ، واهمها طرد العاملين منهم في شركات النفط الايرانية ، وسحب الجنسية وجوازات السفر، ومصادرة ممتلكاتهم والغاء حقوقهم بالملكية . رافق ذلك متابعة موقف الحكومة العراقية من تلك الحوادث وتسليط الضوء على القيود والمصاعب التي واجهتها في ظل عدم اعتراف حكومة رضا شاه بها ولعل اهمها تعرض الهيئات الدبلوماسية العراقية هناك ملاذ العراقيين في ايران الى اعمال تجسس من قبل حكومة رضا شاه مع الإشارة الى تحديها لجميع تلك القيود دبلوماسياً والشروع بفتح قنوات للتواصل لأجل معالجة آثار تلك الإجراءات بحق المكون العربي وفي مقدمتهم العراقيين. حظي موقف الحكومة العراقية بدعم ومساندة الحكومة البريطانية قناة التواصل الوحيدة التي لجأت اليها الحكومة العراقية في ظل اصرار نظام رضا شاه على عدم الاعتراف بشرعية الدولة العراقية ، محاولة منه الى استغلال تلك الظروف لتحقيق احلامه في بناء دكتاتورية عسكرية في المنطقة لاسيما بعد ان اغراه انتصاره على امارة عربستان ، بيد ان وللأسف الشديد لم يكن موقف الحكومة العراقية وهيئاتها الدبلوماسية في ايران من تلك التحديات بمستوى الازمة وان وجد ما يسوغ لها ذلك الموقف ، اذ اكتفت الحكومة العراقية بتوجيه مذكرات الرفض والاستنكار وعكفت الهيئات الدبلوماسية العراقية هناك برصد معاناة العراقيين ، وقد تم معالجة جميع هذه القضايا بالاعتماد على الوثائق غير المنشورة بغية الوصول الى استنتاجات موضوعية بعيدة عن الاهواء والمصالح .