القيــم الاجتماعية ومتغيرات القرن الحادي والعشرين لـدى الشبــاب الجامعـي دراسة تحليلية

الملخص

يسعى البحث الحالي الى تحديد مفهوم القيم الاجتماعية وما هيتها ودورها في حياة الفرد والمجتمع بالإضافة إلى تحديد طبيعة الوظائف التي تقوم بها تلك القيم الاجتماعية كونها تعمل كمعايير عامة توجه السلوك الذي يصدر عن الأفراد، كما أنها تحدد الأسلوب الذي يعرض به الفرد نفسه على الأخرين. كما يسعى البحث الى تحديد المتغيرات التي تواجه المجتمع نتيجة التطورات السريعة التي تحدثها العولمة وثورة الاتصالات وما خلفته من تغييرات في الحياة الفكرية والعادات والتقاليد والقيم الاجتماعية، وبما أن الشباب هم الفئة الأكثر تأثراً بتلك التغيرات وأن مرحلتهم هي مرحلة السعي لتحقيق الذات، لذا نجدهم دائما يخرجون عن المألوف ويحاولون تشكيل قيمهم الخاصة بهم، وهذا ما يتعارض مع طبيعة القيم الاجتماعية التي تشكلت عبر مئات السنين والتي يسعى المجتمع من خلالها للحفاظ على هويته وديمومة استمراره. وقد توصل البحث مجموعة من الاستنتاجات والتوصيات نذكر منها: أن القيم الاجتماعية ما هي الا تعبير عن نتاج سلوكيات اجتماعية تراكمت عبر مئات السنين وأن الحفاظ عليها هو حفاظ على المجتمع وآمنه واستقراره، وأن العولمة بأبعادها المختلفة تشكل خطراً كبيراً على مستقبل الشباب وتقودهم نحو التمرد على قيمهم الاجتماعية وتدمير هويتهم الثقافية والحضارية. ومن التوصيات التي خرج بها البحث، ضرورة اشراك المؤسسات الاجتماعية والدينية في العملية التربوية من خلال القنوات الإعلامية من أجل التركيز على القيم والمثل العليا، وكذلك تعزيز التوجه الإعلامي الوطني من أجل تعزيز مفهوم القيم الاجتماعية الايجابية في الحياة الاجتماعية باعتبارها ضرورة اجتماعية من اجل بناء مجتمع آمن يفيض بالحيوية والاستقرار.