السرد في شعر بشار بن برد

الملخص

بفضل نظرية التداخل بين الأجناس الأدبية لـم تعد القصائد الشعرية حبيسة العمود الشعري، والقافية، والتفعيلة، والوزن، فقد دخلت عليها بعض الفنون النثرية وعناصرها إلى الشعر مثل القصة والمسرحية والسرد، أي بالإمكان أن تحوي القصائد الشعرية فنون نثرية متعددة. ونحن بصدد دراسة مسألة تداخل السرد في الشعر ببحثٍ عنوانه «السرد في شعر بشار بن برد» ونرجو من الله أن يوفقنا لعرضه ودراسته على أكمل وجه، والغاية من اختيار الموضوع الرغبة والفضول في المعرفة أكثر عن قضية التداخل بين الأجناس الادبية، والاطلاع على شعر «بشَّار بِنْ بُرد» وتذوق جمالية شعره لأنه من الأدباء الفاقدين للبصر. بشار بن بُرد شاعرٌ متألق ومتميز شعرهُ عالي الجودة وقد وظف الكثير من التقنيات السردية في شعره، وقد قُلنا في مقدمة البحث بإنَّ خطة البحث استقامت على ثلاثة مباحث والتقنيات السردية التي تطرقنا لها هي: (أشكال السرد، وحركية السرد، ووسائل بناء السرد). فدرسنا أشكال السرد عبر تعددية الضمائر (الغائب والمتكلم والمخاطب) فكان ضمير الغائب الأول في الترتيب لاعتقاد الرواة والباحثين إنه سيد الضمائر وأكثرها وروداً في النصوص الأدبية، وبعده ضمير المتكلم وهو قريب من ضمير الغائب في الأهمية، وآخرها ضمير المخاطب فهذا الضمير الأقل وروداً في النصوص. وحركية السرد تشمل:(الحدث والشخصية) فالحدث درسنا أنساقهُ من الناحية الزمانية وللاختصار أخذنا النسق المتتابع والنسق المتداخل، فجاءت الأحداث في شعر بشّار متتابعة متسلسلة لا يجد القارئ عناءً ولا يتعب ذهنهُ في إعادة ترتيب الأحداث، أمّا الشخصيات فقد أحسن وأجاد بشّار في تجسيدها فتنوعت الشخصيات في شعره بين الشخصيات الرئيسة والشخصيات الثانوية.