السيرة الاجتماعية والعلمية للمستشرق دي لاسي أوليري

الملخص

يعد دي لاسي أوليري أحد المستشرقين الذين تركوا اثراً علمياً كبيراً في ميدان تخصصه العلمي، بفضل دراسته العلمية المتواصلة التي بدأها منذ نعومة أظفاره، فقد نشأ وتربى في مدارس دينية أهلته لأن يتعلم عدد من اللغات الأجنبية التي أتقن بعضها، والبعض الآخر لم يتمكن منها؛ بسبب عدم رغبته بها، وقد عاش أوليري حياة اجتماعية كهنوتية حتى آخر سنوات عمره، رغم دراسته الأكاديمية وشهاداته المتعددة، إلا أنه بقي يمارس عمله الديني ومتنقلاً بين كنائس بريطانيا المختلفة.امتاز أوليري بثقافته العلمية المتنوعة، التي مكنته من أن يقدم مجموعة من المؤلفات التي أفرزت لنا علو كعبه في مجال الكتابة والتأليف، فجاءت متنوعة في موضوعاتها، فمنها: اهتمت بدراسة الجانب الديني الذي ينتمي له، وقد جعله هذا الأمر متنقلاً بين مدن عديدة من أجل التعرف عن قرب عن ثقافة تلك الشعوب الموالية له في الدين، كذلك لم تخلو مؤلفاته من الاهتمام بالجانب التاريخي الذي كرس جزء من مؤلفاته لها، فجاءت بين دراسة لتاريخ الشعوب العربية القديمة، وأخرى اهتمت بدراستهم بعد ظهور الاسلام، فقدم دراسات عن الجوانب العلمية من ترجمة وتأليف وفلسفة التي انتشر الاهتمام بها في العصرين الأموي والعباسي، وكذلك اهتم بتقديم دراسة مختصرة عن الدولة الفاطمية، التي نشأت في المغرب بداية، وانتقلت إلى مصر لتؤسس خلافة إسلامية امتدت مدة من الزمن.التحق أوليري بجامعة لندن وقد حصل منها على شهادة البكالوريوس في الآداب سنة 1891م، ثم اجتاز بحث كامبريدج اللاهوتية التمهيدية سنة 1896م، وحصل على شهادة الماجستير في الآداب سنة 1905، وشهادة الدكتوراه في اللاهوت من كلية ترينيتي في دبلن سنة 1911م، وقد تميز أوليري بمعرفته العلمية الكبيرة، التي أكسبته معرفة وشهرة واسعة بين الأوساط الدينية، ففي سنة 1896م عين كاهناً في كاتدرائية ويلز، ثم تولى أعمال سانت بيتر كليفتونوود(1899-1900م)، ثم سانت ويربيرج للمدة (1900-1901م) بعدها سانت بول بورتلاند.