رد شبهات المستشرقين اليهود في الدراسات القرآنية

الملخص

إن اليهود شعب من جماعات مختلفة جمعت بينهم الديانة اليهودية، وإنهم نتيجة اتحاد بين جماعات العابيرو التي نشطت في فلسطين خلال النصف الثاني من الألف الثاني قبل الميلاد وجماعة آتون الهاربين من الاضطهاد في مصر، ومن المحتمل أن جماعة أخرى أضيفت لهم ربما لها علاقة بالكشيين في العراق بعد تحول الكشيين إلى الديانة الرافدينية . كثيرة هي الدراسات الحديثية التي تناولت قضية الاستشراق والمستشرقين بأبعادها المختلفة . وكثيرة هي الأبحاث التي رصدت دور المستشرقين ورصدت أعمالهم, وخدماتهم, وإنجازاتهم, و إيجابياتهم, وسلبياتهم . إذا كان المستشرقون بمجملهم قد عملوا على تحقيق أهداف عدة على رأسها الأهداف الدينية ثم الاستعمارية والسياسية والتجارية والعلمية مدفوعين بدوافع مشابهة، فإن هذه الأهداف – عدا العملية – إلى اليهود ألصق منها بغيرهم من المستشرقين . ان تشكيك المسلمين بالقرآن الكريم من حيث كونه بشريا ومن ابداعات (محمد صلى الله عليه وآله وسلم) كما يزعمون ، وشاملت الدراسات الاستشراقية اليهودية اغلب المعارف القرآنية لدى المسلمين وخصوص تاريخ القرآن الكريم ، والتركيز على ظاهرة الوحي الالهي ونفي ارتباطه بالله تعالى، وانما هو بعض ابداعات وافكار محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ووحي نفسي له . وتركيز الاستشراق اليهودي على بشرية القرآن الكريم من خلال ادعاء ان مصدر القرآن الكريم التوراة والانجيل لينفوا كونه وحيا سماويا . وكان الاختلاف في مرويات جمع القرآن الكريم احد الذرائع التي استغلها الاستشراق اليهودي في الطعن بتاريخ كتابة القرآن الكريم واثبات بشريته وعدم صحة ادعاء كزنوفا وغيره من المستشرقين اليهود بان القرآن قد زيد فيه بعد وفاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بعض الآيات. وكانت بداية المواجهة بدراسته والبحث عن نقاط الضعف فيه كما يزعمون. حيث تم تخصيص الكثير من الأقسام والمقررات العلمية المتخصصة داخل الجامعات والمعاهد الأكاديمية الإسرائيلية لدراسة الإسلام وشؤون البلدان العربية والإسلامية؛ إذ شرعت إسرائيل منذ البداية في بناء مشروع استشراقي ضخم عن الإسلام والمسلمين، وذلك بهدف التعرف عن القرب على الإسلام من جانب، وبهدف الترويج لصورة خاطئة ومشوهة عنه من جانب آخر، الأمر الذي يخدم في نهاية الأهداف الاستعمارية العنصرية لإسرائيل. وظهرت مؤسسات عالمية تدعم الاستشراق اليهود لمواجهة المد الاسلامي في الغرب بسبب القرآن الكريم وانتشاره بين المجتمع الغربي