حكم رفع أجهزة الانعاش عن المريض الميؤوس منه (دراسة طبية فقهية معاصرة)

الملخص

أجهزة الانعاش هي أجهزة تستخدم لإنقاذ حياة شخص ما في حالات الطوارئ مثل النوبة القلبية أو الغرق او الموت الدماغي وغير ذلك من الحالات التي تحتاج الى إنعاش، وتحافظ أجهزة الإنعاش على سريان الدم في المخ وكل الأجزاء الحيوية حتى يتلقى المصاب العناية الطبية اللازمة فتوقف القلب يؤدي إلى عدم تدفق الدم إلى المخ مما يؤدي إلى دمار خلايا المخ وبالتالي يموت المريض فقتل النفس البريئة يعد جريمة بل تعد من أبشع الجرائم، وقد اتفقت جميع الديانات السماوية على أن الحياة هبة من الخالق لا يحق لأحد غير الله (عز وجل) التصرف فيها وجاء الشارع الحكيم بالمحافظة على النفس، فشرع من الأحكام ما يجلب لها المصالح ويدفع عنها المفاسد، سواء أكان من جانب الوجود، أو من جانب العدم، وقد ورد في القران الكريم والسنة النبوية مايؤكد على حرمة التجاوز على النفس الانسانية وتنهى عن ازهاق الروح البريئة وقد انتشر في الآونة الاخيرة مايعرف بالموتى الدماغي او المصابين بإصابات شديدة في الرأس على ضوئها يموت جذع المخ دون القلب فيتنفس عن طريق اجهزة الانعاش لمدة طويلة حتى يتوفاه الله ( عز وجل ) .مما تقتضيه عقيدة المسلم أن المرض والشفاء بيد الله عز وجل، وأن التداوي والعلاج أخذ بالأسباب التي أودعها الله تعالى في الكون وأنه لا يجوز اليأس من روح الله أو القنوط من رحمته، بل ينبغي بقاء الأمل في الشفاء بإذن الله ، وعلى الأطباء وذوي المرضى تقوية معنويات المريض، والدأب في رعايته وتخفيف آلامه النفسية والبدنية بصرف النظر عن توقع الشفاء أو عدمه .