رواية شيطان دار الندوة (( دراسة تحليلية ))
الكلمات المفتاحية:
رواية , الشيطان , إبليس , دار الندوة , نجدالملخص
إن تحكيم إبليس في دار الندوة التي بناها قصي بن كلاب , وقد كانت قريش لا تقضي امراً سواء كان للسلم ام للحرب إلا فيها , وقصة إبليس تُعتبر مما شاع ولم يثبُت في السيرة النبوية , حيث ان العديد من الروايات ذكرت ما حدث في دار الندوة قبل هجرة النبي محمد(صلى الله عليه واله) فاعترضهم إبليس في هيئة شيخ , وقد توصلنا في بحثنا هذا الى ان رواية شيطان دار الندوة هي من موضوعات بني أُمية , حيث أن من الثابت في الروايات أن ابليس لم يكن صاحب القرار في طرح الآراء والافكار وانما اقتصرت مهمته على تفنيد بعض الآراء , وتأييد البعض الآخر, والغرض وراء وضعها هو ان اجتماع رؤساء القبائل للقضاء على النبي(صلى الله عليه واله) والاسلام يُعد أول عملية اغتيال سياسي في الاسلام قامت بها قريش , فقرروا القاء هذه المهمة (اغتيال النبي(صلى الله عليه واله)) على شخصية غير موجودة , والقاءها على عاتق الغيبيات , لأنها مسألة مُشينة ومُنقِصة لشرف تلك القبائل , فأراد الامويون ابعاد هذا الخزي عنهم فابتدعوا قصة الشيطان النجدي , حيث ان شيطان دار الندوة لم يكن إبليس , وانما كان رجل رفض الرواة ذكر اسمه لأسباب سياسية وعقائدية .كما ان اختيارهم لنجد لتكون موطن الشيطان ليس بالعبث , وانما جاء لأهداف مُعينة , مثلاً لإعطاء مفهوم مُطلق عن موطن الشيطان , إضافةً الى ان نجد تشمل العراق ونواحيها حسب ما جاء في كتب الجغرافيون , وبالتالي فهم يبعدون كل أمر سيء عن أرباب السلطة وأماكن تواجدهم , بنفس الوقت نجدهم يلصقون التهم بأعدائهم , وليس هناك مكان أفضل من العراق لإلصاق هكذا تهمة به , لأنه كان من أشد المعارضين للحكم الأموي , لذلك جعلوا موطن الشيطان منه .