الخبر أنواعه وأنماطه في كتاب المجالسة وجواهر العلم للدينوَري
الكلمات المفتاحية:
الخبر, النوع , البسيط, المركب, النمط, الواقعي, اللاواقعيالملخص
فيما يخص عنوان كتاب ( المجالسة وجواهر العلم ) ينقسم عنوان الكتاب على قسمين الأول يكشف عن طبيعة صيغة الكتاب وطبيعة النصوص ( المجالسة ) ، وهي المفردة التي أشتهر بها الكتاب بشكل مختصر حتى صار من خلاله يكتسب الخطاب هويته وكينونته وطبيعة تمايزه واختلافه التي تطل على نصوص الكتاب وتهبه مشروعية الوجود والحضور في العالم ، فهي تشير ضمناً إلى إن المصنف من كتب المجالس الأدبية وبهذا ندرك إن العنوان شريك للنص لما له من أهمية في الكشف عن طبيعة الكتاب وإعادة الاعتبار للعتبات النصية بعيداً عن سلطة المركز.
والقسم الثاني ( وجواهر العلم ) : ومفردة جواهر جمع جوهرة وهي إشارة إلى مدى تفاعل العنوان مع النصوص الداخلية بما يعني إن الكتاب مجموعة جواهر علمية تنتمي لأنواع متعددة من صيغ القول فضلاً عن إن مفردة جواهر تحمل رمزية عالية تشير من خلالها إلى نفاسة ما ورد في متن الكتاب من علوم عدة على رأسها الحديث النبوي الشريف وما بعده من فنون القول الأدبي .
تهدف الدراسة في البحث عن تشكّل الخبر بين بسيط يرتكز على وحدة سردية واحدة وحدث مركزي واحد ، فالخبر نوع من توثيق الحوادث التي تجري في التأريخ السابق أو الراهن عن طريق الراوي الناقل للخبر والموثّق لها عن طريق الإسناد ، وأثناء عملية النقل نلحظ أن الخبر يُفتتح بمجموعة من الصيغ ومنها : أخبرنا ونجد ضمن هذه الصيغة : ( روى ، حكى ، قص ، زعموا ، قال الراوي ، ومما يحكي أن هذه الـصيـغ تدخـل ضمـن جـنس الخـبر) ، وغـالب الأخــبـار الـــتي وردت في كـتــاب المـجـالـسة تـفـتـتح بـصيـغـة ( حدثنا ) نستنتج من ذلك أن الدينوَري كان حريصاً على نقل الأخبار التي كانت ترد على مسمعه من خلال صيغة ( حدثنا ) التي تشير إلى سلسلة من الرواة تنتهي بابتداء النص وخبر مركب أكثر تعقيداً وتفصيلاً ليكون الخبر المركب داخلاً في أجناس نثرية أخرى ونواة للمحكيات جميعاً .وهو خلاصة تجربة إنسانية يتشكل من مجموعة من الأخبار التي نسجت نوع الخبر .
إذا كان البحث في البنيات يؤدي إلى تصنيف للأنواع بشكل عمودي فإن ثمة ما يجمع هذه الأنواع على صعيد أفقي ، وهوما يتعلق بالأنماط ، وقد تم الحديث عن الأنماط في الأدبيات الغربية منذ أفلاطون وأرسطو ، حيث تحددّت النمطية بالطريقة التي تم التعامل بها مع الواقع ، فكان الحديث عن الواقعي والتخييلي والتخيَلي ثم الكشف عن أنماط الخبر بانقسامه على واقعي واللاواقعي بحسب عناصر تشكله وطبيعة الواقعي إلى جاد وفكاهي ، وطبيعة اللاواقعي بانقسامه إلى الغرائبي والعجائبي والمنامي مع التمثيل ببعض الأخبار الواردة في المتن موضع الدراسة التي بينت طبيعة الكتاب الجادة في نقل الخبر مع الانماط اللاواقعية التي جاءت للترويح عن النفس أونقد غير مباشر للحياة السياسية .