النقد النحوي قيمه ومضامينه

الملخص

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الطيبين وصحبه المنتجبين، وبعد

فإنّ دراسة النحو في ما يعرف بالنقد النحوي دراسة قديمة نوعاً ما إلا أنّ البحث في مثل هذه التفصيلات وتجميعها في بحث أكاديمي قليل جداً إن لم أجزم بعدم وجوده بالمرّة، على ما أعرف، وقصور اطلاعي بالموضوع. وأعني بذلك البحث في الجانب النظري للموضوع.

يعد النقد النحوي واحداً من الأنواع المعروفة في النقد اللغوي، ويركز الناقد النحوي على قضايا نحوية خالصة في النص المنتخب للنقد، وقد برز فيه اللحن، أو الجفاء غير المبرر للقاعدة النحوية، أو الخلل في تركيب الجمل، أو اللبس النحوي، وأمثال ذلك مما يعدُّ خللاً نحوياً سواء أكان هذا الخلل مقصوداً لفكرة معينة عند مبديه، أم لتوهم وقع فيه منشئه، وسواء أكان هذا الخلل كبيراً غير مغتفر أم صغيراً يمكن الإغضاء عنه أو تبريره. 

إن لكلّ قضية نحويّة أو موضوع نحويّ معيّن جوانب وأبعاداً تدخل في ما يمكن أن نسميه النقد النحوي؛ لأن مقتضى النحو التقنين والضبط. وعلى فرض الخروج على قواعد النحو الوضعية وضوابطه التي استقراها العلماء وقنّنوها في قوانين ضابطة فإن هذا الخروج يؤدي إلى عدم ضبط النصّ. وهو خروج على اللسان العربي الذي له ضوابط خاصة به وقوانين تنظم سير المفردات في الجمل فلا يمكن الخروج على هذه الضوابط لأي سبب. فإن لمح النحويّ الناقد مثل هذه الأمور التي تعدّ في نظره خروجاً على القواعد النحوية التي عرفت في النحو العربي سجلها ونقدها. ونقده هذا لا يعني أنه النقد النحوي كلّه. فإن النقد عموماً له صور وأشكال وفروع كثيرة. ولأننا نحاول هنا التعريف بالنقد النحوي أولاً، ووضع شكل مبسط له سوف نحدد أموراً معينة لدراستها في هذا البحث مثل:

أولاً: ما النقد عموماً؟ وما النقد النحوي على وجه الخصوص؟

ثانياً: ما صفات الناقد عموماً؟ وما صفات الناقد النحوي على وجه الخصوص؟

ثالثاً: ما الأشياء التي يمكن للناقد النحوي نقدها؟

رابعاً: ما النصوص القابلة للنقد النحوي؟

ونستوضح كلّ هذا في ما يأتي من كلام: